الجمعة, سبتمبر 20, 2024

أماكن دعم المرأة

الخريطة التفاعلية لأماكن دعم المرأة

الجمعة, سبتمبر 20, 2024

أماكن دعم المرأة جغرافيًا (دعم قانوني- اجتماعي- نفسي-تقني)

الرئيسيةتحت الضوءإجراءات برلمانية و"وصليني".. محاولات بديلة للتصدي للتحرش في شركات النقل الذكي

إجراءات برلمانية و”وصليني”.. محاولات بديلة للتصدي للتحرش في شركات النقل الذكي

في الأونة الأخيرة، انتاب الكثير من النساء، من سيدات وفتيات صغيرات، حالة من القلق والرعب جراء استخدام تطبيقات شركات النقل الذكي، وذلك لكثرة حوادث التحرش والخطف، ومؤخرًا الاعتداء بالضرب أيضًا, وهو ما استدعى ليكون هناك تحرك برلماني واضح، لمحاولة التصدي لمثل هذه الظاهرة الخطيرة.

كان بداية الشعور بوجود ظاهرة جديدة تؤذي عامة النساء في مصر، وهي استغلال سائقي شركات النقل الذكي، لخصوصية عملهم، بتواجدهم أحيانًا بمفردهم مع إحدى الفتيات، ومحاولة التعرض لهم بشتى الطرق، من خطف أو اعتداء جنسي، أو تحرش، هو حادثة “حبيبة الشماع” المعروفة إعلاميًا بـ”فتاة الشروق”، والذي أدى ذعرها من تصرفات سائق إحدى شركات النقل الذكي، أثناء توصيلها لوجهتها، وخوفها من محاولة اختطافها أو التحرش بها، إلى القفز من السيارة أثناء سيرها، وبعد 21 يومًا في غيبوبة تامة بالمستشفى، وافتها المنية في واقعة اهتز لها المجتمع المصري.

وكانت محكمة الجنايات قضت بالسجن 15 عامًا على سائق “أوبر” المتهم في واقعة حبيبة الشماع، وقالت النيابة في مرافعتها أن: “المتهم روع أمة بأكملها، وأنه استغل سيارته لارتكاب جرمه، فدفع الضحية للموت دفعًا”.

وبعدها توالت الحوادث بمحاولة خطف آخرى من سائق إحدى شركات النقل الذكي، ثم عدد من حوادث التحرش، وأخرهم كانت “فتاة التجمع”، الذي حاول سائق “أوبر” التعدي عليها جنسيًا، أثناء توصيلها من منطقة التجمع الخامس بالقاهرة لمنطقة الشيخ زايد بالجيزة، مُعللًا ذلك باعترافاته في النيابة: “كانت لابسة سواريه ومعرفتش أمسك نفسي”، حيث حاول التقرب منها والتعدي عليها إلا أنها قاومته  فأخرج “كاتر” كان بحوزته وحاول إرهابها به إلا أنها أمسكت بالكاتر، وأحدثت لنفسها قطع غائر بيدها.

وكنا قد رصدنا في مبادرتنا “صوت لدعم حقوق المرأة” حوالي 11 حالة من بداية عام 2024، وازداد العدد مع بداية شهر مايو، لما يقرب من 14 حالة.

فالأمر أصبح يدعو للذعر، من استخدام أحد وسائل المواصلات التي كانت بمثابة سبيل آمن لتوصيل النساء، إلى وسيلة غير آمنة بالمرة.

ولهذا السبب كان هناك تحرك برلماني واضح، في محاولة التصدي لمثل هذه الظاهرة الخطيرة التي تأججت مؤخرًا.

إجراءات برلمانية للتصدي لظاهرة التحرش والخطف في شركات النقل الذكي

تقدمت النائبة هناء أنيس رزق الله، عضوة مجلس النواب، في منصف شهر مايو الجاري، بطلب إحاطة موجه إلي المستشار حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، والدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والفريق كامل الوزير وزير النقل، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات، بشأن تكرار حوادث خطف وتهديد الفتيات بالقتل من شركات النقل الذكي، وذلك على خلفية واقعة الاعتداء الجديدة من سائقي إحدى شركات النقل الذكي، والتي تستلزم وقفة جادة لمنع تكرارها.

وقالت النائبة في طلب الإحاطة الذي تقدمت به إنه بعد حادثة محاولة خطف حبيبة الشماع، والتي أودت بحياتها، من قبل سائق بشركة “أوبر” والتي ثبت تعاطيه للمخدرات، تعرضت فتاة أخرى خلال الأيام الماضية، لحادثة تحرش وضرب وتهديد بالقتل من سائق آخر يعمل لدى نفس الشركة.

 وتابعت أن أخت المجني عليها نشرت التفاصيل على حسابها على “إنستجرام”، وتمكنت النيابة من القبض على السائق، متسائلة، هل سيستمر التعامل مع حالات الخطف على أنها حالات فردية؟ والتصرف اللاحق بعد فوات الآوان؟ .

وطالبت بضرورة أن تفرض الدولة سياسات وإجراءات حماية فعالة لتطبق في جميع وسائل المواصلات، سواء العامة أو الخاصة، وتركيب كاميرات في الميكروباصات، والميني باصات، وفي السيارات التابعة لشركات التوصيل الخاصة، مع وجود إمكانية مشاركة بث تسجيل الكاميرات الفوري للأجهزة الأمنية، أو لأي جهة/شخص، قد تكون إحدى هذه السياسات.

وتساءلت عن فروع الشركة لدى عديد من الدول وانتشار الحوادث في مصر تحديدًا خاصة هذه الظاهرة غير الأخلاقية.. وكيف وصلنا إلى هنا؟.

وأضافت أنه بعد وفاة حبيبة الشماع التي قفزت من السيارة وقت محاولة السائق التحرش بها، تكرر الأمر مع فتاة أخرى في التجمع وأحدث بها إصابات، متسائلة: لماذا كثرت حالات التحرش والخطف والمعاملة السيئة مع العميل؟.

وكانت النائبة أمل سلامة، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب عن حزب الحرية المصري، تقدمت بطلب إحاطة عاجل من قبل، في فبراير 2024، إلى المستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب؛ موجه إلى رئيس الوزراء؛ بشأن تشديد الإجراءات والقواعد اللازمة لتشغيل السائقين في تطبيقات وسائل النقل الذكي العاملة في مصر (أوبر – إن درايف – ديدي)، وما يستجد من شركات.

وقالت النائبة أمل سلامة، إن وسائل النقل الذكي لم تعد آمنة؛ بعد تكرار الاتهامات بالتحرش ومحاولة الاختطاف؛ رغم أنها تعد أحد وسائل النقل الرئيسية لقطاع عريض من المواطنين.

وأضافت أنه نظرًا لغياب الرقابة؛ فإن تطبيقات وسائل النقل الذكي لم تعد تلتزم بتنفيذ قرار رئيس الوزراء رقم 2180 لسنة 2019 بشأن القواعد والإجراءات اللازمة لتطبيق أحكام قانون النقل البري للركاب باستخدام تكنولوجيا المعلومات الخاصة بحصول السائقين على تراخيص العمل بتلك الشركات؛ حيث تسمح تلك الشركات بتشغيل من لديهم أحكام جنائية ويتعاطون المواد المخدرة.

وطالبت النائبة أمل سلامة، بضرورة تشديد الرقابة على شركات وسائل النقل الذكي للتأكد من التزامها بالقواعد والإجراءات التي حددها قرار رئيس مجلس الوزراء؛ الخاصة بقواعد التشغيل واختيار السائقين؛ بما في ذلك صحيفة الحالة الجنائية وتحليل المخدرات بشكل دوري؛ للتأكد من حسن السير والسلوك لجميع العاملين في وسائل النقل المختلفة.

وشددت على ضرورة مراعاة حرمة الحياة الخاصة التي يقرها القانون والدستور، مع ضرورة إتاحة المعلومات الخاصة بالعاملين لديها إلى جهات الأمن لممارسة اختصاصها وفقا للقانون.

كما شددت النائبة أمل سلامة، على ضرورة التزام الشركات المرخص لها بأداء الخدمة بتأمين قواعد البيانات والمعلومات بما يحافظ على سريتها وعدم استغلال بيانات المواطنين.

وتوجهت النائبة أمل سلامة بالشكر والتقدير لأجهزة الأمن التي نجحت في القبض على السائق المتهم بمحاولة التحرش واختطاف فتاة الشروق.

مبادرة “وصليني”.. توصيل آمن للنساء

بعد الكثير من وقائع التحرش ومحاولات الاختطاف، التي حدثت مؤخرًا في شركات النقل الذكي، أصبحت النساء لا تأمن استخدام تلك الوصيلة في التنقل، ولهذا السبب انطلقت مبادرة “وصليني” على مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعات “واتساب” في الأيام الأخيرة، وذلك لحث النساء على استخدام سيارات نقل خاصة تقودها السيدات المشتركة في المبادرة.

جاءت مبادرة “وصليني” لتقدم حلًا مناسبًا للسيدات بعد انتشار حالة هلع بينهن فيما يتعلق بتطبيقات التوصيل الأخرى التي تجلب سيارات يقودها رجال، لتقوم عدد من السيدات بتدشين فكرة “وصليني”، لتفادي تكرار حوادث التحرش في سيارات النقل الخاصة التي يقودها الرجال، حيث تشترط مبادرة “وصليني” أن تكون السيارات المشتركة في الخدمة تحت قيادة النساء فقط.

لاقت المبادرة رواجًا كبيرًا في الفترة الأخيرة، وبدأ تطبيقها في مناطق بعينها، إذ خُصصت مجموعة واتساب لكل منطقة في القاهرة الكبرى، ودُشنت 50 مجموعة على تطبيق “واتساب” لتغطية بعض الأماكن في القاهرة والجيزة، من بينها 7 مجموعات لمنطقة التجمع في القاهرة الجديدة، و4 مجموعات لمنطقة مدينة نصر بالقاهرة.

وعن طريقة تقدير واحتساب الأجرة، وضعت المبادرة آلية من دون وجود تطبيق على الهواتف يحسب بصورة آلية مثل التطبيقات الأخرى القائمة بالفعل.

قد تكون هذه المبادرة بداية فكرة آمنة لتوصيل النساء إلى مختلف الأماكن في مصر، ولكن مع القليل من الوقت ستصبح هذه المبادرة رائجة كغيرها من شركات النقل الذكي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليق

Please enter your comment!
Please enter your name here

الأكثر شهرة

احدث التعليقات