الطلق الصناعي بدون داعي.. عنف بصبغة طبية

بالتأكيد قد صادفتي وسمعتي عن مصطلح “الطلق الصناعي” وهو عادةً ما يعتبره الأطباء بديلًا عن الطبيعي لتحفيز عملية الولادة بتدخل طبي محسوب، فإذا تجاوزت السيدة الحامل الأسبوع الـ 40 ولم يظهر عليها أي علامات للولادة، فعادةً ما يقترح طبيب النساء المختص والمتابع للحالة، باختيار الطلق الصناعي لتتم عملية الولادة في أسرع وقت، ولكن أحيانًا يكون اختيار هذا الطلق الصناعي غير ضروري بالمرة، حيث يقع عليه الاختيار من الطبيب حتى يسرع من عملية الولادة ولا ينتظر كثيرًا، ولكن بالتأكيد يكون هذا عنف بين على الحامل، فألمه غير محتمل وزائد عن الألم المعروف في الطلق الطبيعي.

ومن خلال الموضوع التالي نشرح لكم بالتفصيل ما هو هرمون الأوكسيتوسن أو المعروف بالطلق الصناعي، ودواعي استخدامه، ومخاطره إذا كان اختياره غير ضروري للولادة، وتجيب عن هذه الأسئلة الدكتور “ماريا حلمي” إخصائية النساء والتوليد بسوهاج، كمصدر أساسي في حملة التوعية ضد العنف الطبي، التي كنا أطلقناها في شهر سبتمبر الماضي.

ما هو هرمون الأوكسيتوسن؟

هو هرمون يحفز انقباض الرحم لتسريع عملية الولادة، كبديل عن الانقباضات الطبيعية التي تحدث في طلق الولادة الطبيعية.

ما دواعي استخدام الطلق الصناعي “هرمون الأوكسيتوسن”

أشارت الدكتورة “ماريا” أخصائية النساء والتوليد، أن هناك عدة استخدامات لهرمون الأوكسيتوسن أو ما يعرف بالطلق الصناعي، حيث أوضحت أنه يتم استخدامه بعد عملية الولادة سواء كانت طبيعية أو قيصرية، لمنع حدوث نزيف بعد الولادة، بالإضافة إلى استخدامه الشائع قبل عملية الولادة الطبيعية، ويكون ذلك بطريقتين عن طريق:

أولًا: التحفيز: إذا كانت الحالة لم يسبق لها ولادة من قبل، فبيتم إعطائه للحامل بجرعات بسيطة جدًا، تحت ملاحظه الطبيب.

ثانيًا: التقوية: حيث يستخدم لتقوية الطلق، ويكون ذلك إذا كانت الحالة سبق لها ولادة من قبل، ويستخدم هرمون الأوكسيتوسن في هذه الحالة عندما يكون عنق الرحم قد فُتح بالفعل، ثم حدث بعد ذلك نتيجة للاجهاد حالة خمول للرحم.. “الطبيب وقتها بيدي الطلق الصناعي علشان يساعد أن حالة الولادة الطبيعية تكمل بدل ما تدخل في ولاد القيصرية”، هكذا تقول الدكتور ماريا عن دواعي استخدام هرمون الأوكسيتوسن لتقوية الطلق.

مخاطر استخدام الطلق الصناعي بدون داعي

إذا تم استخدام هرمون الأوكسيتوسن كطلق صناعي لتحفيز عملية الولادة بدون داعي يذكر، بحيث تكون السيدة الحامل لم تتجاوز الأسبوع الأربعين بعد، ولم تتعرض لتمزق مبكر في كيس الحمل، أو تسمم الحمل الذي يهدد صحة الأم أو الجنين، وإذا كان معدل نمو الجنين طبيعيًا في الشهور الأخيرة، وليس أكبر من العادي، فلم يحتاج لتدخل طبي سريع للتعجيل بعملية الولادة، إذًا حينها يكون استخدام الطلق الصناعي له مخاطر عديدة أكثر من منافعه، وتشمل الآتي:

• أن استخدام هرمون الأوكسيتوسن بجرعات عالية بدون داعي، يمكن أن يدخل الرحم في حالة “طلق” زيادة، وهذا يسبب ضرر كبير في الرحم قد يؤدي إلى انفجار الرحم، إذا كانت السيدة سبق لها الولادة من قبل أكثر من مرة، حيث أكدت أخصائية النساء والتوليد ذلك، قائلة: “الحالات اللي والده أكثر من مره الأطباء بيحاولوا يتجنبوا استخدام الطلق الصناعي”.
• يكون تأثير الطلق الصناعي المُضر أكبر على الجنين، موضحة: “بيكون مش واصله كمية اكسجين مناسبة، وفي الحالة دي بيتم إيقاف استخدام الطلق الصناعي”.
• لا يحبذ استخدام الطلق الصناعي في حالات الولادة الطبيعية التي تأتي بعد القيصرية، وذلك بسبب وجود جرح قديم ممكن أن يتعرض للفتح مرة آخرى.