الأحد, نوفمبر 10, 2024

أماكن دعم المرأة

الخريطة التفاعلية لأماكن دعم المرأة

الأحد, نوفمبر 10, 2024

أماكن دعم المرأة جغرافيًا (دعم قانوني- اجتماعي- نفسي-تقني)

الرئيسيةتقارير ومقالات"كفيفة بصر" توضح في تصريحات خاصة لـ"صوت" رفض قبولها في منصب بالسلك...

“كفيفة بصر” توضح في تصريحات خاصة لـ”صوت” رفض قبولها في منصب بالسلك الدبلوماسي: “ده ضد القانون وتوجهات الدولة”

تعاني “مريم عادل” الفتاة العشرينية، من ذوات الإعاقة البصرية، من مشكلة عنصرية تميزية خاصة بشروط قبول وظيفة بوزارة الخارجية، وعلى الرغم من حصولها على المؤهلات التي تجعلها جديرة بشغل منصب بالسلك الدبلوماسي، إلا أنه تم حرمانها من حقها في أداء اختبار التقدم للوظيفة.. “القادرون بإختلاف مش بس ناس بتلعب رياضة أو مزيكا في ناس تانية شاطرة كتير في مجالات مختلفة وعلى قدر من العلم والخبرة”.

وفي حوار خاص مع مبادرة “صوت لدعم حقوق المرأة”، أوضحت “مريم”، خريجة الاقتصاد والعلوم السياسية إنجليزي، 2019، حصولها على عدد من المؤهلات التي تجعلها تشعر بالظلم لرفض قبول تقدمها لأداء الاختبارات في مثل هذه الوظيفة الحساسة التي لم يكن “كف البصر” عائقًا أمامها يومًا. فهي تجيد اللغة العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى التحدث باللغة الفرنسية، ولديها 4 سنوات خبرة في هذا المجال، بالإضافة لترتيبها الخامس على كليتها عام 2019.

مؤهلات “مريم” كفيفة البصر تجعلها تشغل أعلى المناصب ولكن!

حصلت “مريم” على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية إنجليزي، عام 2019، وكان ترتيبها الخامس على الكلية، وبعدها قامت بعمل ماجستير القانون الدولي لحقوق الإنسان في الجامعة الأمريكية، وقارب على مناقشته. وهذا كله لم يمنعها من الحصول على أكثر من تدريب عملي في مجال السلك الدبلوماسي، أثناء دراستها الجامعية، فقد تمكنت من التدريب بجامعه الدول العربية، كما حصلت على تدريب معتمد في الكونجرس الأمريكي، وتدريب آخر في المفوضية الساميه لحقوق الإنسان، وحصلت على شهادات الأيلتس.

لدى “مريم” أربع سنوات خبرة، خلال تدريبها وعملها بالأماكن التي تم ذكرها، وغيرها من الأماكن الهامة، كالعمل مع مجموعة “طلال أبو غزالة الدولية”، وبنك التعمير والإسكان، بالإضافة إلى االحصول على التدريب العملي بالمنظمه الدولية للهجرة، لمدة تسعة أشهر، كما اشتغلت في شركة ماستر كارد.

وخلال فترة دراستها بالماجستير، استطاعت “مريم” التدريب لمدة ستة أشهر في جامعة جنيف في سويسرا، ضمن خطة دراستها بالماجستير. وهذا يجعلنا ننتقل إلى قدرة “مريم” رغم إعاقتها البصرية، على التنقل والسفر بمفردها، فهي وفق لما ذكرته في تصريحات خاصة لمبادرة “صوت”، تمكنت من السفر إلى أكثر من دولة عربية وأجنبية، حيث سافرت إلى إيطاليا، وهولندا، في برنامج تبادل طلابي، وذهبت إلى دولة المغرب مع المفوضية السامية لحقوق الإنسان، كما سافرت إلى أمريكا مع الكونجرس الأمريكي “داخل مقر الكونجرس نفسه”، كما سافرت إلى الأردن حوالي 5 مرات، وكذلك ألمانيا وسويسرا، وتنقلت في رحلات داخل أوروبا بمفردها.

ولم نغفل أن واحدة بمثل هذه المؤهلات والمجالات التي تنوعت في دراستها، بالتأكيد كانت هي الأولى على الثانوية العامة على مستوى الجمهورية في عام 2015، وتم تكريمها من وزارة التربية والتعليم، ووزارة الخارجية، وحينها سافرت إلى إيطاليا في رحلة متفوقين الثانوية العامة وحضرت حفلة افتتاح قناة السويس الجديدة.

وعلى الرغم من جميع هذه المؤهلات، التي حصلت عليها واستطاعت الوصول إليها بمجهودها وبمفردها، لم يتسن لها قبول طلبها بخوض الإمتحانات لوظيفة بمنصب السلك الدبلوماسي لكونها كفيفة بصر.. “أنا شايفة أن ده تمييز ضدي أنا كواحدة بعرف إنجليزي وفرنساوي وعربي ومتخرجة من علوم سياسية إنجليزي ومعايا ماجستير قانون دولي وسنوات خبرة في أماكن متعددة وسافرت لوحدي أكتر من مرة.. ده أمر محبط أنه ما يتمش قبولي للتقدم للوظيفة”.

مشكلة “مريم” الأساسية في رفض قبولها لوظيفة بالسلك الدبلوماسي

“اللي حصل ده ضد القانون وضد توجهات الدولة”.. هكذا شرحت “مريم” مشكلتها الأساسية والتي بدأت تحديدًا منذ عام 2023، عندما تقدمت من خلال الموقع الإلكتروني التابع لوزارة الخارجية لوظيفة بمنصب دبلوماسي، وكان وقتها حلمها وردي إلا أنه انتهى بظلام دامس، وذلك عندما تلقت مكالمة من أحد بوزارة الخارجية ليبلغها برفض قبول أداء الاختبارات للإلتحاق بالوظيفة، وشرح لها أنه “صعب لوجستيًا” إجراء الاختبار، أو تمكُنها من السفر بسبب إعاقتها البصرية، موضحة: “شرحتله إننا كمكفوفين بنكتب على لاب توب عادي وأني سافرت لوحدي أكتر من مره خارج مصر، وبرغم كده استفسر كتير عن كيفيه السفر بمفردي والكتابة ورديت على جميع الأسئلة ووضحت له أن هناك برامج بالذكاء الاصطناعي قادرة على قراءة الأوراق فقالي هنشوف ونرد عليكي وبعدها بشويه فوجئت أن جالي إيميل رسمي من المنصة الإلكترونية الخاصة بوزارة الخارجية برفض التقدم لاختبار الوظيفة وذُكر فيها إنه لم يتسنى قبول طلبكم نظرًا لعدم اللياقة الصحية”.

وتابعت “مريم” لـ”صوت”، أنها لم تيأس وقامت بالتقدم لشغل نفس الوظيفة في العام التالي على التوالي، وتحديدًا في شهر يونيو 2024، موضحة: “اللي حصل المرة دي كان أسوأ من المرة الأولى”، مُشيرة إلى أنه في المرة الماضية تلقت إيميل رسمي بالرفض، ولكن هذه المرة تم مسح جميع البيانات الخاصة بي من على الموقع، من بيانات وإقرارات خاصة بالتقدم، وكأنها لم تتقدم لإجراء اختبارات الوظيفة من الأساس، وعلمت بذلك عندما جاء موعد ظهور النتيجة لتتلقى الصدمة بمسح جميع بياناتها: “كان مكتوب قدام اسمي لم يعد بإمكانك الإشتراك بالمسابقة، زي ما أكون ما قدمتش أصلًا!”.

وبحكم دراسة “مريم” للقانون، تعلم جيدًا أن ما تعرضت له لكونها معاقة بصريًا، يتعارض تمامًا مع المادة 53 من الدستور المصري، ومع قانون 10 لسنة 2018 الخاص بالإعاقة، كما يتعارض مع اللائحة التنفيذية للقانون، ومع الإتفاقية الأممية لحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والتي موقعة عليها مصر وتم التصديق عليها.

كما أكدت “مريم” لـ “صوت” أن ما تعرضت له من ظلم وتمييز عنصري، هو ضد توجهات الدولة المصرية، قائلة: “اللي حصل ده ضد القانون وضد توجهات الدولة لأن الدولة نفسها بتحتفل بالقادرون باختلاف وبترعاهم.. واللي حصل معايا ده ضد المنطق والعقل من الأساس، أنهم يرفضوني من غير حتى ما ادخل اختبارات دي حاجه مش مقبولة”.

وتتعجب “مريم” من سبب رفضها لإجراء حتى الاختبارات للإلتحاق بالوظيفة، وخصوصًا أنه لم يذكر أي من الحالة الصحية أثناء التقديم للوظيفة، أي أن هذا لم يكن شرط أساسي للتقدم للوظيفة، قائلة: “المفروض أن التعيين يبقى من خلال أن الشخص يمتحن امتحانات تحريري وقدرات وكمبيوتر وشفوي وبيقدم شهادة الأيلتس. وده كله معايا.. فكون يتم الحكم علي اني ما أنفعش للوظيفة من مجرد النظر كده، لمجرد إني كفيفة بصر فهم حرموني من حقي وده أمر مش مقبول”، مُشيرة إلى إمكانية نجاحها في الاختبارات وبالتالي القبول في الوظيفة، ولكن تم منعها من هذا الحق: “أنا بشوف أن ده تمييز ومش المفروض إنه يحصل في ظل الوضع القانوني الحالي وأن أحنا بقينا في القرن الـ21”.

وذكرت “مريم” عدد من النماذج المشابهة لوضعها في عدد من دول العالم، حيث تم تعين أحد المكفوفين في أمريكا في السلك الدبلوماسي عام 1985، وكذلك سيدة مكفوفة في باكستان، التي هي ليس أكثر تقدمًا منا، على حد تعبيرها، ووصلت هذه السيدة المعاقة بصريًا إلى منصب رئيس البعثة بباكستان لدى الأمم المتحدة، عام 2008، أي حدث هذا منذ سنوات طويلة، وحتى الآن لم يحدث هذا في مصر، قائلة: “مفيش كفيف اتعين في المنصب ده في مصر قبل كده ودي أول مره أكون أنا بطالب بده”.

المعوقات التي تواجهها في حياتها ككفيفة بصر

“أهم المعوقات اللي بتقابلني هو المجتمع، أنا عمري ما حسيت أن عندي معوقات تخصني كشخص”.. أكدت “مريم” أنها لم تشعر بأي معوقات طوال حياتها وعلى الرغم من تنقلها وسفرها بمفردها، إلا أن “نظرة المجتمع” هي أهم عقبة تواجهها “أنا مهما عملت المجتمع بيبص لي على إني درجة تانية”.

وكشفت “مريم” أنها بذلت مجهود كبير على نفسها لتصل إلى كل مؤهلاتها العلمية والعملية، وأن هناك أشخاص يتمتعون بالبصر بخلافها، ولكن لم يحققوا ما وصلت إليه، وعلى الرغم من هذا الجميع يراها “معاقة”: “أكبر عقبة حقيقية هي أن حد يوصمني إني ما اقدرش وأنا أقدر، لمجرد إني كفيفه من شكلي فقط”.

وبخصوص ما تعرضت له من ظلم في رفض التقدم لإمتحانات بوظيفة بالسلك الدبلوماسي، أوضحت “مريم” أنها تقدمت لعمل تظلم مرة واحدة في 25 يونيو 2023، ولم يتم الرد عليه حتى الآن، وفي 2024 عندما تعرضت للرفض مرة ثانية للتقدم للاختبارات، قامت بإرسال إيميل رسمي في 13 يونيو 2024، وضحت فيه أنه تم مسح بياناتها، وأنها بتطالب بحل المشكلة ولكن لم يتم الرد على الإيميل أيضًا، وكذلك قدمت شكوى في شكاوي مجلس الوزراء ولم يتم الرد عليها أيضًا.

واختتمت “مريم” حديثها معنا بأنها على الرغم من رفضها هذا، فهي حاصلة على تقرير من إدارة الفتوى والتشريع من مجلس الدولة منذ 13 عام، خرج هذا التقرير بناءًا على طلب منها في 2011 بالإلتحاق بوظيفة بوزارة الخارجية، وتم رفضها وقتها، ليكون هذا التقرير بمثابة موافقة بعدها على قبول وجود شخص كفيف في السلك الدبلوماسي، والذي يثبت أهليتها في الإلتحاق بالسلك الدبلوماسي.. “رغم التقرير ده لسه بيتم منعي من الحصول على منصب في السلك الدبلوماسي بسبب الجملة الشهيرة جرت العادة على إنه لم يتم تعيين أحد في هذا المنصب من المكفوفين!”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليق

Please enter your comment!
Please enter your name here

الأكثر شهرة

احدث التعليقات