الابتزاز في العلاقات، واحدة من أهم أشكال التهديد التي يشهدها مجتمعنا المصري في الفترة الحالية، ويحدث ذلك عادةً لرفض العلاقات العاطفية أو استكمال العلاقات الزوجية مع شريك حالي أو سابق مثل طلب سيدة الطلاق لخلافات زوجية، ورفض الطرف الآخر إعطائها الحقوق الشرعية بعد الانفصال، وفي النهاية يلجأ الجناة إلى التهديد بابتزاز الطرف الثاني بصور ومقاطع فيديو مصورة للضغط على الضحية لتنفيذ مطالبهم.
والابتزاز هو تهديد للحصول على استجابة من الشخص المهدد لقبول ما مطلوب منه بعكس رغباته، وعادةً يكون التهديد بأشياء محرجة مجتمعية أو غير قانونية.
ويعرف صندوق الأمم المتحدة للسكان، العنف الإلكتروني على أنه أعمال عنف يتم ارتكابها أو التحريض عليها باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. يمكن أن يشمل ذلك الهواتف المحمولة والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني.
وكان المجلس القومي للمراة، أشار إلى أنه قد يكون التهديد شفهيًا أو مكتوبًا، وقد يكون باستخدام الهاتف أو إلكترونيًا عن طريق إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، وعادة يتم ذلك باستخدام المعلومات أو البيانات التي يعلمها الجاني أو التي يتم الحصول عليها من الضحايا سواء برغبتهم أو رغمًا عنهم، فقد يقوم الجاني بمساومة الضحية بالتشهير بها أو بنشر صور أو تسجيلات لها إن لم تستجيب لطلباته.
وخلال الشهور القليلة الماضية، برزت عدة قضايا، حُكم على أغلبها بالسجن ليكون هذا رادعًا لهؤلاء المجرمين التي تسول لهم نفسه الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة. في أغلب هذه القضايا كان المتهم يهدد فيها فتاة أو سيدة تربطه بها علاقة عاطفية أو زواج، ويبتزها لإرغامها على استكمال العلاقة، أو أشياء من هذا القبيل.
قضايا الابتزاز في العلاقات من قبل الرجال
مهندس يبتز خطيبته السابقة
هناك وقعة تنظر أمام محكمة جنايات القاهرة حاليًا، متهم فيها مهندس بتهديد خطيبته السابقة، وابتزازها بصور قام بتصويرها لها أثناء ارتباطهما، وتم تأجيل الحكم لجلسة 28 مارس.
كانت التحقيقات كشفت أن المجني عليها كانت مخطوبة للمتهم بعد التعرف عليها عن طريق مواقع التواصل الإجتماعى، وحدث بينهما خلافات وطلبت منه فسخ الخطوبة، فقام المتهم بتهديدها وابتزازها بصور شخصية التقطها لها أثناء فترة الخطوبة.
طالبين قاموا بابتزاز طالبة بفديوهات.. كانت تربطها علاقة عاطفية بأحدهم
في بداية شهر مارس 2024، نجحت الأجهزة الأمنية في ضبط طالبين قاموا بابتزاز صديقتهما بفيديوهات عارية بدائرة قسم شرطة المنيرة الغربية، وذلك بعد تحرير بلاغ من أحد الأشخاص وبرفقته نجلته طالبة في العقد الثاني، تفيد بتعرضها للابتزاز على يد صديقها بالمدرسة.
أوضحت الفتاة أنها كانت ترتبط عاطفيًا بأحد الجناة وقامت بإرسال صور وفيديوهات شخصية له عبر موقع التواصل الاجتماعي وأنها عقب حدوث مشادة بينهم ورفضها الخروج معه تفاجئت بالمتهم الآخر وبحوزته الفيديوهات الخاصة بها، وقاما الطالبيت بابتزازها وتهديدها.
عاقبت محكمة جنايات الزقازيق برئاسة المستشار “س.غ” رئيس المحكمة المتهم بتهديد خطيبته السابقة بدائرة مركز شرطة كفر صقر بالسجن لمدة 5 سنوات.
واقعة ابتزاز عامل لخطيبته السابقة لحملها على الزواج منه
في نهاية شهر فبراير الماضي، حُكم على عامل قام بابتزاز وتهديد خطيبته السابقة، لحملها على الزواج منه، بالسجن 5 سنوات، في الزقازيق.
كانت البداية عام 2022، عندما تلقى مدير أمن الشرقية بلاغًا يفيد بقيام عامل بتهديد فتاة لحملها على الزواج منه، وجاء في أمر الإحالة قيام المتهم”صلاح.م.ع”عامل مقيم بدائرة مركزشرطة كفر صقربتهديد المجني عليها” فريدة.م.ا” بطريق الكتابة وعبرتطبيق المحادثات “واتس آب”، بإفشاء صورومقاطع مرئية خادشة للحياء والشرف.
وكان هذا التهديد الكتابي مصحوبًا بطلب وهو الزواج والرجوع إليه “لقيامها بإنهاء الخطوبة”، للحيلولة دون إذاعة تلك الصوروالمقاطع بعلانية وذلك على النحو المبين بالتحقيقات.
زوج يبتز زوجته بنشر صور خاصة لإجبارها على التصالح
منذ أكثر من عام، قامت سيدة بعمل بلاغ في قسم تكنولوجيا المعلومات وجرائم الانترنت بمديرية أمن الغربية، ضد زوجها، قام بابتزازها إلكترونيًا، حيث قام بتهديدها بنشر صور خاصة كانت بحوزته أثناء زواجهما القائم بالفعل، بهدف إرغامها على التنازل عن دعاوى قضائية حررتها ضده.
وفي تصريح خاص لموقع المصري اليوم، من “محمد حمادة” محامي السيدة المتضررة من تهديد زوجها، أوضح أن الواقعة بدأت منذ أكثر من عام عقب قيام أسرة الزوج بطرد موكلته من مسكن الزوجية أثناء وجود زوجها حيث يعمل بالخارج وامتناعه عن الإنفاق عليها وطفلتيها بعمر 5 و7 أعوام فتم تحريك دعاوى قضائية وتحصّلنا على أحكام بالنفقات نسعى لتنفيذها دون جدوى.
إلا أنه عقب شروعنا في تحرير محضر جديد بتمكينها من مسكن الزوجية فوجئت المجني عليها، بقيامه بإرسال عدة رسائل تحوي صورًا خاصة بها وفي حال عدم التنازل سيتم نشرها وعليه تم اتخاذ اللازم.
عقوبة جريمة الابتزاز في القانون المصري
نصت المادة 327 من قانون العقوبات على أنه “كل من هدد غيره كتابة بارتكاب جريمة ضد النفس أو المال معاقب عليها بالقتل أو السجن المؤبد أو المشدد أو بإفشاء أمور أو نسبة أمور مخدشه بالشرف وكان التهديد مصحوبا بطلب أو بتكليف بأمر يعاقب بالسجن، ويعاقب بالحبس إذا لم يكن التهديد مصحوبا بطلب أو بتكليف بأمر، وكل من هدد غيره شفهياً بواسطة شخص آخر بمثل ما ذكر يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين أو بغرامة لا تزيد على خمسمائة جنيه سواء أكان التهديد مصحوبًا بتكليف بأمر أم لا، وكل تهديد سواء أكان بالكتابة أم شفهيًا بواسطة شخص آخر بارتكاب جريمة لا تبلغ الجسامة المتقدمة يعاقب عليه بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر أو بغرامة لا تزيد على مائتي جنيه”.
كما نصت المادة 326 من قانون العقوبات على أنه “كل من حصل بالتهديد على إعطائه مبلغًا من النقود أو أي شيء آخر يعاقب بالحبس. ويعاقب الشروع في ذلك بالحبس مدة لا تتجاوز سنتين”.