الابتزاز والترهيب يخطف روح “طالبة جامعة العريش”

الابتزاز الإلكتروني ما زال يخطف أرواح الكثير من النساء، فالتهديد بالصور مقابل طلب ما، أصبح هو التريند منذ فترة، وهذه المرة راح ضحية الابتزاز الطالبة نيرة الزغبي، الشهيرة بـ”طالبة العريش”.

فقد تصدر هاشتاج “حق طالبة العريش” تريند مصر على موقع “X”، أو تويتر سابقًا، منذ أيام، وذلك بعد أن تخلصت نيرة الزغبي، الطالبة بكلية طب بيطري جامعة العريش، من حياتها بتناول حبة الغلة، بسبب تعرضها لعملية ابتزاز من قبل إحدى زميلالتها بالجامعة، بمساعدة زميل آخر لها، لتدق هذه المأساة نقوص الخطر، بتزايد أعداد الانتحارات نتيجة للتنمر أو الابتزاز بكافة أنواعه.

سيطرت حالة من الحزن على أهالي قرية ميت طريف، وشيعوا جثمان طالبة العريش، ووصفوها بأنها “فقيدة الشباب عروس الجنة الدكتورة نيرة صلاح الزغبي”، وقرر أصدقائها التحدث عن حكايتها لكي يأخذ كل متسبب في هذه الواقعة جزائه، ويكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه بابتزاز الغير.

وكتب رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس، مُعلقًا على حكاية طالبة جامعة العريش “نيرة الزغبي”، عبر حسابه الشخصي على موقع  “X”، قائلًا: “دمك في رقبتهم” وأرفق مع التعليق قلب مكسور.

تفاصيل حكاية انتحار طالبة جامعة العريش

بدأت الحكاية عندما قرأ أصدقاء نيرة نعيها من أحد أقاربها ويدعى “خالد الخميسي”، وذلك يوم 25 فبراير الماضي، قال فيه: “إنا لله وإنا إليه راجعون البقاء والدوام لله وحده انتقلت إلى رحمة الله تعالى نيرة بنت خالي صلاح الزغبي في ذمة الله.. اللهم أغفر لها وارحمها واجعل قبرها روضة من رياض الجنة. اللهم صبر والدها ووالدتها وصبرا يا الله على مصيبتنا اللهم امين يارب العالمين ولن نقول غير ما يرضي الله إنا لله وإنا إليه راجعون ادعولها بالرحمة”.

ومن بعدها بدأ أقاربها وأصدقاءها يخبرون الجميع بحكاية وفاة نيرة، صاحبة الـ 18 عامًا، وأقدامها للتخلص من حياتها بتناول حبة حفظ الغلال.

كانت البداية عندما ألتحقت الطالبة نيرة، ابنة قرية ميت طريف في الدقهلية، بكلية الطب البيطري بجامعة العريش، وكانت كغيرها من الطالبات تريد إتمام المرحلة الجامعية بهدوء، ولكن خلال الدراسة حدث خلاف كبير بينها وبين إحدى زميلاتها في الجامعة تدعى “ش”، لتقرر الأخيرة الانتقام منها أشد أنتقام، حيث أتفقت بالتعاون مع زميل آخر يدعى “ط”، بابتزازها، عن طريق أن تلتقط لصديقتها صور خادشة لنيرة داخل حمام السكن الجامعي، وقاموا بالتنمر عليها وابتزازها ونشر صورها بين زملائها بالجامعة، حيث تعرضت لضغط نفسي شديد، ليكون أخر ما كتبته عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين”

مسئولين جامعة العريش لم يقفوا بجانب نيرة عند الاستغاثة

أكد عدد من زملاء نيرة الزغبي بجامعة العريش، رفضوا ذكر اسمائهم، على عهدة موقع “فيتو”، أن الطالبة نيرة قبل إقدامها على الانتحار، وبعد تعرضها لعملية الابتزاز، ذهبت لأحد المسئولين بجامعة العريش لتحكي لها ما تم ممارسته عليها من تنمر وابتزاز، من قبل زميليها، لكنها لم تهتم لما تقوله، وبعدها لم تتمكن نيرة من الضغط النفسي الشديد التي تعرضت له بسبب ابتزازها بصورها العارية، فقررت أن تنتحر وتتخلص من حياتها، بعد أن لم تجد حلًا في مشكلتها.

بيان جامعة العريش حول وفاة الطالبة نيرة

أصدرت جامعة العريش بشمال سيناء، أمس، بيانًا، بشأن حادث طالبة العريش الذي أصبح قضية رأي عام، وأشعل مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية.

جاء في البيان: “توضح جامعة العريش تعقيبًا على ما نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع والبرامج، حول حادث وفاة الطالبة نيرة صلاح بكلية الطب البيطري بجامعة العريش”.

وتابعوا: “توضح الجامعة أن الحادث منذ لحظة وقوعه مباشرة كان محلاً للتحقيق من جانب الجهات المعنية، وسارعت النيابة العامة والأجهزة المعنية بوزارة الداخلية بعملها على الفور، للكشف عن كافة المُلابسات المتعلقة بالحادث، والجامعة تنتظر نتائج تلك التحقيقات دون استباق لها احتراما لسيادة القانون”.

كما قام رئيس الجامعة بتقديم واجب العزاء لأسرة الطالبة، وتدعو أسرة الجامعة أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته وأن يُلهم أهلها الصبر والسلوان.

والد المتهمة يقف عن العمل بالشرطة

أثناء التحقيقات مع المتهمة “ش.أ” تفاجأوا أنها ابنة ضابط برتبة رائد، لتأمر النيابة بإيقافه عن العمل لحين انتهاء التحقيقات حرصًا على نزاهتها.

وبعد تداول الواقعة على مواقع التواصل الاجتماعي، تم التحقيق مع الطالبة المتهمة الساسية “ش.أ” و5 من زملائها ومشرفة المدينة الجامعية وأحد أصدقاء الطالبة المنتحرة، تمهيدًا لعرضهم على النيابة العامة لكشف ملابسات الواقعة.

التحقيقات في قضية انتحار طالبة العريش

يقوم فريق التحقيق المشكل فى القضية بإجراء التحريات وجمع المعلومات لبيان ملابسات وظروف الحادث.

كما يستمع فريق التحقيق الى أقوال الشهود فى القضية من زملاء نيرة الزغبى  وأصدقائها وبعض ذويها بالأضافة إلى طلب تقرير مصلحة الطب الشرعى لتحديد السبب الرئيسى وراء الوفاة.

وقد أوضح مصدر مطلع على سير التحقيقات، لموقع “فيتو”، أن التحقيقات الأولية لم تحدد طبيعة القضية إذا كانت انتحار أم شبة جنائية حتى الآن، مشيرًا بان حادث نيرة الزغبى يتم التعامل معه بشفافية كاملة وستصدر النيابة العامة بيان تفصيلى بما ستسفر عنه التحقيقات.

وكانت النيابة العامة أمرت بتشريح جثمان طالبة العريش للوقوف على أسباب الوفاة فور إبلاغ النيابة العامة بواقعة وفاة نيرة الزغبي، بادرت بتحقيق الواقعة قضائيًّا بسؤال والدي المجني عليها وزملائها بالسكن الجامعي ومديرة السكن بالجامعة.

وقالت النيابة العامة في بيان لها أمس: إنه تم صباح اليوم استخراج الجثمان وتشريحه، كما تم استدعاء كل من أشارت إليه وسائل التواصل الاجتماعي وتحريات الشرطة بان له صلة بالواقعة سواء من نسب إليه اتهام أو لديه معلومات عن الواقعة وجاري سؤالهم.

كما كلفت النيابة العامة، بفحص الهواتف الخلوية الخاصة بكل متهم وتفريغ محتواها وتفريغ الكاميرات الخاصة بالمدينة الجامعية بالعريش.

رأي القانون المصري في قضايا الابتزاز

هناك عدد من المواد الدستورية في القانون المصري، تنص على معاقبة المُبتز والذي تسول له نفسه لتهديد الغير، وسوف نرصد لكم عدد من هذه المواد.

نصت المادة 327 على أن كل من هدد غيره كتابة بارتكاب جريمة ضد النفس أو المال معاقب عليها بالقتل أو السجن المؤبد أو المشدد، أو بإفشاء أمور أو نسبة أمور خادشة للشرف، وكان التهديد مصحوبًا بطلب أو بتكليف بأمر يعاقب بالسجن. ويعاقب بالحبس إذا لم يكن التهديد مصحوبًا بطلب أو بتكليف بأمر، وكل من هدد غيره شفهيًا بواسطة شخص آخر بمثل ما ذكر يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين أو بغرامة لا تزيد على خمسمائة جنية سواء أكان التهديد مصحوبًا بتكليف بأمر أم لا، وكل تهديد سواء أكان بالكتابة أم شفهيًا بواسطة شخص آخر بارتكاب جريمة لا تبلغ الجسامة المتقدمة يعاقب عليه بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر أو بغرامة لا تزيد على مائتي جنية. كما يكفي لتحقق الجريمة المنصوص عليها في المادة 327 مجرد التهديد بإفشاء اي أمر أو نسبة أمور مخدشه بالشرف، ومادام قد صدر من الجاني على المجنى عليه أي فعل بقصد تخويفه أو ترويعه بما يحمله على أن يسلم بغير حق، مبلغًا من المال أو أى شيء آخر، وذلك طبقا للطعن رقم 4684 لسنة 58.

كما نصت المادة 25 من القانون 175 لسنة 2018 مكافحة جرائم تقنية المعلومات: “يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 شهور وبغرامة لا تقل عن 50 الف جنيه ولا تجاوز 100 الف جنيه أو بإحدى العقوبتين ، كل من اعتدى على المبادئ الاسرية فى المجتمع المصرى أو انتهك حرمة الحياة الخاصة أو أرسل بكثافة العديد من الرسائل الالكترونية لشخص معين دون موافقته أو منح بيانات شخصيته إلى نظام أو موقع الكترونى لترويج السلع والخدمات دون موافقته أو نشر عن طريق الشبكة المعلوماتية أو باحدى وسائل تقنية المعلومات معلومات أو أخبارًا أو صورًا وما في حكمها تنتهك خصوصية أي شخص دون رضاه سواء كانت المعلومات المنشورة صحيحة أو غير صحيحة.