تزامنًا مع يوم المرأة المصرية، الذي يأتي في السادس عشر من شهر مارس كل عام، فإن مبادرة “صوت لدعم حقوق المرأة” تطلق حملتها في هذا الصدد تحت اسم “لست مشاع” ويأتي هذا الشعار إيمانًا منا بالحرية الكاملة للنساء جميعهن في التمتع بالحماية لهن ولصورهن الشخصية حيث يعتبر استغلال النساء وابتزازهن بالصور والمقاطع الخاصة أحد أنواع العنف الرقمي الممارس ضدهن في الأونة الأخيرة، فسواء كانت الصور الخاصة بأى فتاة تم التقاطها برضائية منها أو خلصة ففي كلتا الحالتين يعد هذا انتهاكًا صريحًا وعند نشرها وإذاعتها أو استخدامها بغرض التهديد والتشوية والمساوامة فنحن أمام جريمة مكتملة الأركان.
بموجب أبرز الإحصائيات المتعلقة بشأن العنف الرقمي الممارس ضد النساء وخاصة في الدول العربية، فقد أوضحت دراسة خاصة بهيئة الأمم المتحدة للمرأة أن 16 % من النساء في الدول العربية أبلغن عن تعرضهن للعنف على الإنترنت على الأقل مرة واحدة في حياتهن، وأضاف صندوق الأمم المتحدة للسكان أن النساء اللاتي يتعرضن للعنف عبر الإنترنت يشعرن بالخوف والذعر والقلق والاكتئاب، مما يؤثر سلبًا على علاقاتهن ودراساتهن وعملهن وحياتهن الاجتماعية، وقد يتسبب في انسحابهن تمامًا من الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وعلى صعيدًا أخر فقد يدفع البعض منهن للانتحار للتخلص من مشاعر الخوف والسيطرة.
وقد انتشرت في مصر خلال السنوات السابقة، وقائع تشوية السمعة والتهديد المصحوب بالابتزاز المادي والجنسي بشكل عام وبشكل خاص تفاقمت حالات الابتزاز في العلاقات العاطفية والزوجية، حيث يلجأ الرجل لتصوير شريكته في أوضاع حميمية أو يستغل الصور المشتركة بينهما في المحادثات الالكترونية كسلاح للضغط عليها للتنازل عن حقوقها المادية أو عن حضانة الأطفال أو في إجبارها للعودة له ولم تكن تلك التهديدات على مستوى العلاقات فقط بل تشمل الطلبات الجنسية أيضًا في بعض الأحيان.
إنطلاقًا مما تم استعراضه فإن مبادرة “صوت لدعم حقوق المرأة” تسلط الضوء من خلال حملتها “لست مشاع” على وقائع العنف الرقمي وطرق التعامل معها في محاولة لرفع وعي النساء وتوخي الحذر وإدراك الخطر المحيط بهن وطرق الإبلاغ عند التعرض للابتزاز والترهيب من شخص عادي أو من شريك سابق أو حالي، فضلًا عن استعراض مخاطر الذكاء الاصطناعي في فبركة محادثات مكتوبة و مسموعة ومقاطع مرئية تساعد على الاستغلال الالكتروني والجنسي.