الخميس, نوفمبر 21, 2024

أماكن دعم المرأة

الخريطة التفاعلية لأماكن دعم المرأة

الخميس, نوفمبر 21, 2024

أماكن دعم المرأة جغرافيًا (دعم قانوني- اجتماعي- نفسي-تقني)

Homeتقارير ومقالاتالتثقيف الجنسي في مصر.. تعتيم ومعلومات مضللة من الإنترنت

التثقيف الجنسي في مصر.. تعتيم ومعلومات مضللة من الإنترنت

تعاني الفتيات والشباب على حدًا سواء من قلة التثقيف الجنسي في مصر، وعدم توافر معلومات طبية تثقيفية صحيحة حول العلاقات والأمور الجنسية والإنجابية، وللأسف ينعكس هذا على زواجهم والذي ينتهي عند أغلبهم بالفشل أو المعاناة النفسية والجنسية، ووقوع السيدات في خطر الممارسات غير الأمنة من الزوج أثناء العلاقة الجنسية. وعلى الرغم من أن الإنترنت يؤمن مساحات واسعة للمعرفة حول الصحة الجنسية، ولكن يتضمن أيضًا كمًا هائلًا من المعلومات المغلوطة التي يقع ضحيتها كثيرون/ات، وهذا كله بسبب عدم وجود سبيلًا آخر لتلقي المعلومات الجنسية من مصدر صحيح وذات ثقة، وأهمها من داخل الأسرة، حيث يعزفون عن التحدث في تلك الموضوعات الحساسة تحت ذريعة “العيب”، وكذلك المنظمات الحكومية والطبية التي تبتعد تمامًا عن تقديم معلومات وورش توعوية حول هذا الأمر، بحجة أنها مواضيع “خادشة للحياء العام”، وهو ما يجعل الفتيات والشباب يبحثون عن مصادر آخرى للمعلومات، ويتلقون معلومات مضللة.

ومن خلال مبادرتنا “صوت لدعم حقوق المرأة”، خلال شهر يوليو الجاري، سنحاول تسليط الضوء على ما هية الصحة الجنسية والإنجابية، وأهمية مناقشة هذا، وأسباب انتشار المعلومات المضللة عن الصحة الجنسية والإنجابية في مجتمعنا.

ما هو تعريف الصحة الجنسية والإنجابية؟

وفقًا لصندوق الأمم المتحدة للسكان، تقول أن الصحة الجنسية والإنجابية الجيدة هي حالة من السلامة الجسدية والنفسية والاجتماعية الكاملة في جميع الأمور المتعلقة بالجهاز التناسلي للأنثى. يعني هذا قدرة الفتيات والسيدات على التمتع بحياة إنجابية مُرضية وآمنة، والقدرة على إنجاب الأطفال، وحرية القرار فيما يتعلق بإنجاب  الأطفال وموعده وعدد مراته.

بينما تقول المفوضية السامية للأمم المتحدة، أن الصحة الجنسية والإنجابية تعني أن يكون الأشخاص قادرين على عيش حياة جنسية مُرضية وآمنة، وأن يتمكنوا من الإنجاب والتمتع بحرية القرار فيما يتعلق باحتمال وتوقيت وكيفية القيام بذلك.

وتقول منظمة الصحة العالمية، أن الصحة الجنسية والصحة الإنجابية مرتبطتان إحدامها بالآخرى، ولكن قد يتم إغفال جوانب مهمة للصحة الجنسية عند إدراجها ضمن الصحة الإنجابية أو الجمع بينهما.

أدرجت منظمه الصحة العالمية، الصحه الجنسية في التعريف الموضح للصحة الإنجابية في تقرير المؤتمر الدولي للسكان والتنميه عام 1994: “الصحه الإنجابية هي حاله من اكتمال العافيه البدنية والنفسية والاجتماعية، لا مجرد انعدام المرض أو العجز في كل الأمور المتعلقه بالجهاز التناسلي ووظائفه وعملياته”، ويشمل هذا التعريف ضمنًا قدرة الأشخاص على التمتع بحياة جنسية مرضية وأمنه والقدرة على الإنجاب وحرية الإنجاب متى وجدت الرغبه في ذلك.

التثقيف الجنسي في مصر

تواجه مصر تحديات تتعلق بالصحة الجنسية والإنجابية، فهناك فجوة معرفية في الثقافة الجنسية بمصر، وهذا ما أدى إلى انتشار المعلومات المضللة عن الصحة الجنسية والإنجابية، حيث يتأثر التثقيف الجنسي في مصر بالقيود الاجتماعية، بالإضافة إلى أنه مرتبط بالمحرمات، إذ تغيب برامج التربية الجنسية عن المناهج المدرسية، كذلك لا يقدم الأهل معلومات صحيحة وواضحة ومباشرة حول الصحة الجنسية، داخل المنزل، لتكون عوضًا عن المناهج المدرسية، فهناك صمت شبه تام حول هذه المواضيع، على صعيد القطاع التربوي والأسرة.

وقد أوضحت دراسة حديثة أجراها “مجلس السكان الدولي”، وهو منظمة متخصصة بدراسة وبحث مواضيع الصحة العامة والعلوم الاجتماعية، أن حوالي 60% من الأهل يتجنبون مناقشة المعلومات الجنسية خوفًا من “انخراط بناتهم/ن في نشاطٍ جنسي قبل الزواج”، كما يخشى المدرسون/ات مناقشة موضوعاتٍ مثل البلوغ والجنس ووظائف الأعضاء التناسلية وغيرها، مع طلابهم/ن، خوفًا من ردود فعل أولياء أمورهم/ن.

ووفقًا لتقريرٍ صادر عن منظمة “اليونيسكو” في نوفمبر 2023، سعى 71% من الشباب في الدول الأفريقية للحصول على التثقيف والمعلومات الجنسية التي يجهلونها عبر الإنترنت، خلال عامٍ واحد، ما جعلهم/ن ضحايا لمخاطر المعلومات المُضللة.

بينما في مسح أجرته “الحب ثقافة”، وهو برنامج يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات، عام 2019، أشار إلى أن 88% ممن تتراوح أعمارهم/ن بين 18 و30 سنة استقوا معلوماتهم حول الصحة الجنسية من وسائل التواصل الاجتماعي، والمواقع الإباحية ومواقع أخرى عبر الإنترنت، والتي تنشر الكثير من المعلومات المضلّلة.

وللأسف مع قلة التثقيف الجنسي في مصر، نجد أن هناك معدلات عالية من الزواج المبكر في مصر، فيوضح صندوق الأمم المتحدة للسكان في تقرير له 2020، أن حوالي 17% من الفتيات، يتزوجن قبل سن الثامنة عشر، ويبلغ معدل الولادة لدى المراهقات 56 ولادة حية لكل 1000 فتاة في سن 15-19 سنة.

وقد أظهرت دراسات حديثة في مصر أن الشباب يفتقرون نسبيًا إلى المعلومات الخاصة بالصحة الإنجابية والجنسية، مثل التطور البشري ووظائف الأعضاء التناسلية والبلوغ والأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي والحماية من فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز. والأهم من ذلك، أن الآباء لا يجرون نقاشات مع أبنائهم حول الصحة الجنسية والإنجابية؛ وأفاد 34% فقط من المراهقين بأنهم تواصلوا مع والديهم بشأن البلوغ، فيما لم يسمع سوى نصفهم فقط بالأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.

ووفقًا لليونسكو، فإن برامج التربية الجنسية الشاملة تعد الأسلوب الأمثل لتقديم المعلومات الصحيحة بشأن حقوق الصحة الجنسية والإنجابية، وتصحيح المعلومات المضللة، وتمكين الشباب من اتخاذ قرارات مستنيرة.

وضع النساء بسبب قلة التثقيف الجنسي قبل الزواج

بشكل عام، أوضح تقرير صندوق الأمم المتحدة للسكان، في أبريل 2023، أن حوالي 44% من النساء والفتيات المقترنات بشريك في 68 بلدًا أبلغن أنهن لا يمتلكنَ الحق في اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن أجسادهن، عندما يتعلق الأمر بممارسة الجنس واستخدام وسائل منع الحمل وطلب الرعاية الصحية؛ ويُقدر أن 257 مليون امرأة حول العالم لديهن حاجة غير ملباة فيما يخص وسائل تنظيم الأسرة الآمنة والموثوقة.

كما أوضح التقرير أن 24% من النساء والفتيات، حول العالم، المقترنات بشريك، غير قادرات على قول “لا” لممارسة العلاقة الحميمية، و11% من النساء والفتيات غير قادرات على اتخاذ قرارات محدّدة بشأن وسائل منع الحمل، حسب البيانات الواردة من 68 بلدًا شارك في عملية الإبلاغ.

وهذا يوضح أن نقص التثقيف الجنسي عند النساء، يجعلهن معرضات للعنف من نوع آخر، فيما يخص حقهن في اتخاذ القرارت بشأن أجسادهن، فيشير تقرير صندوق الأمم المتحدة للسكان، إلى أنه يجب أن تكون النساء قادرات على الاختيار إذا ما كُن يُرِدن إنجاب الأطفال أم لا، وفي أي توقيت، وبأي عدد، بعيدًا عن الإكراه المُمارس مِن قِبل النقاد والمسؤولين.

كما أن قلة التثقيف الجنسي عند النساء، بسبب عدم توافر أماكن تقدم خدمات توعوية حول هذا الأمر، يجعلن النساء غير راضين عن علاقتهن الجنسية مع أزواجهن، فتقول “سارة”، في مقابلة مع الممنظمة الحقوقية “سمكس”، في مارس 2024، أنها تأثرت كثيرًا بالمعلومات الخاطئة التي حصلت عليها من إحدى المؤثرات عبر وسائل التواصل، والتي زعمت أنها مُتخصصة في مجال الصحة الجنسية، قائلة: “معلومات مثل مدة العلاقة، والفترة المطلوبة بين كل علاقة جنسية وأخرى، وحجم العضو الذكري، جعلتني أشعر بعدم الرضا في علاقتي بزوجي لمدة عشر سنوات، وأوصلتنا بالفعل إلى حافة الانفصال”.

بينما توضح “مريم”، وهي ربة منزل من القاهرة، في نفس المقابلة مع “سمكس” في مارس 2024، أنها كانت واحدة من الفتيات اللواتي لم يُسمح لهن التحدث عن الجنس قبل الزواج، كما كانت والدتها تخبرها بأنها ستدرك كل شيء عن الجنس بعد الزواج، مما جعلها ستسقي معلوماتها من الإنترنت للتعرف على حياتها الجنسية الجديدة التي بدأت بعد الزواج، مُشيرة إلى أنها وقعت ضحية للمعلومات الجنسية المُضللة، التي حصلت عليها من إحدى المجموعات المغلقة على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، والتي يتحدث فيها نساء غير خبيرات عن تجاربهن في الجنس، ما تسبب وفق لما صرحت به “مريم”، بمشاكل جنسية وصحية هددت سلامتها، وتسببت بتوتر كبير في علاقتها بزوجها.

ولحل مشكلة التثقيف الجنسي في مصر، والحصول على المعلومات الصحيحة حول هذا الموضوع، والتوعية بشكل كبير حول الصحة الجنسية والإنجابية، يرجع هذا الدور بشكل كبير إلى وزارة الصحة وعيادة المرأة الآمنة، للقيام بدور التوعية الصحيحة والشاملة للمقبلين والمقبلات على الزواج.

مقالات ذات صلة

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

الأكثر شهرة

احدث التعليقات