هناك عدد من الأزواج يسلبون حق زوجاتهم في تنظيم النسل واختياراتها في تكرار الحمل والولادة أكثر من مرة، وذلك في فترة زمنية قصيرة، و يرجع هذا لعدة أسباب أهمها حالتها الصحية، حيث يتحكم الزوج في زوجته ويجبرها على رغبته في التلقيح الإجباري بهدف “العزوة” أو إنجاب الولد، إن كان خلفتها “بنات”.
وفي هذا صرحت الدكتور “ماريا حلمي”، أخصائية النساء والتوليد بسوهاج، لمبادرة “صوت لدعم حقوق المرأة”، مؤكدة أن ضغط الزوج على زوجته لتكرار عملية الحمل والولادة يعد من أسوء حالات العنف ضد النساء وقد يعرض حياتهم للخطر، وقد أوضحت لنا ما هو التلقيح الإجباري ومخاطره، وسوف نذكرها لكم خلال التقرير التالي.
ما هو التلقيح الإجباري
أوضحت الدكتورة “ماريا” أن التلقيح الإجباري المقصود به، إجبار الأنثى على الحمل في وقت هي غير مستعدة فيه جسديًا أو نفسيًا للحمل، سواء عن طريق أخذ مناشطات أو أن يتم إجبارها على عدم تنظيم النسل وانتظار حدوث حمل طبيعي.
مخاطر التلقيح الإجباري
“مافيش وعي كافي أن المنشطات المفروض تتاخد تحت متابعة طبية دقيقة، وطبعًا المفروض قبل ما السيدة تحمل لازم يتم معاينة حالتها الصحية ونتأكد أن مافيش عوامل خطورة ونتأكد أن صحتها كويسة تتحمل الحمل”، هكذا أكدت أخصائية النساء والتوليد على ضرورة تناول المنشطات لتسريع الحمل، تحت نظر ورعاية الطبيب المختص، وأشارت إلا أنه يجب أن تكون السيدة لديها رغبة نفسية من البداية في الحمل، لأن الرفض النفسي للحمل سيؤدي إلى نسب عالية من عدم اكتمال الحمل على الرغم من تناول المنشطات.
كما أكدت على أن التفكير في تكرار الحمل في وقت زمني قصير، يضع السيدة في ضغط نفسي غير عادي، وهذا من أهم مخاطر التلقيح الإجباري وأكثرها انتشارًا، قائلة: “الضغط النفسي الموجود على الأم علشان يحصل حمل بسرعة في الوقت ده برغم أن هو مش بأيدها حاجة، ده بيكون كفيل أنه يمنع الحمل من الأساس بس محدش بيتفهم ده”.
وأوضحت أنه لا يجب تناول المنشطات لتسريع الحمل إلا في الحالات التي لا يمكن فيها أن تحمل السيدة بشكل طبيعي، حتى لا تؤثر على الرحم والمبايض، ويتم تناولها بجرعات محددة من قبل الطبيب وليس بشكل عشوائي، حيث تبدء بجرعات بسيطة ثم تزداد تدريجيًا، وذلك لتجنب الآتي:
– تكون أكياس على المبايض.
– خطر الحمل بأكثر من توأم (3 أو 4)، لأن هذا يعتبر حمل صعب للغاية، ويؤثر على صحة الحامل.
– خطر الإصابة بمتلازمة فرط تحفيز المبايض، والتي قد تتسبب في وفاة الحامل إذا لم يتم معالجتها سريعًا.
– الإصابة بالنزيف الشديد.
– حدوث لغبطة شديدة في الهرمونات، أو فرط نشاط المبايض.
المسؤولية القانونية على الطبيب الذي يكتب روشتة تتضمن جرعات منشطة لتسريع فرص الحمل
أكدت الدكتورة “ماريا”، أن القانون المصري لا يمنع أن الزوج يطلب من الطبيب أدوية منشطة لتسريع فرص الحمل بغض النظر عن صحتة السيدة الجسدية أو النفسية، قائلة: “الطبيب ما بيتعرضش لمسألة قانونية، هي بتكون مسألة ضميرية أكتر”.
وأشارت إلى أن الزوج الذي يريد تكرار حمل زوجته في وقت قصير، يجبر زوجته على تناول أدوية منشطة سواء الطبيب كتبها أو لا: “دور الطبيب في الحالة دي أنه يحاول يوعي الزوج”.
مخاطر تكرار الحمل والولادة على النساء
” تكرار الولادة لو قيصري بتكون في خطورة على حياة السيدة، ولو طبيعي بيكون في خطورة برده بس مش زي القيصري”.. فالدكتورة “ماريا” أوضحت أن تكرار الحمل والولادة بأي شكل من الأشكال تحمل خطورة كبيرة على السيدة وخاصةً إذا كان الفاصل بينهم مدة زمنية بسيطة، وتتضمن الخطورة الآتي:
– الحمل المتكرر يعرض الأم لنسب عالية من تسمم الحمل بشكل كبير جدًا.
– يؤدي تكرار الحمل إلى حدوث نسب عالية من الإجهاض.
– نسب عالية من الإصابة بسكر الحمل.
– خطر الإصابة بالأنيميا للأم.
– الإصابة بهشاشة العظام، بسبب تعرض السيدة للحمل مرة آخرى أثناء عملية الرضاعة، وبالتالي تكون صحتها العامة سيئة جدًا.
وفي النهاية، تخبرنا أخصائية النساء والتوليد بسوهاج، أن هناك حالات توفها الله أثناء عملية الولادة، بسبب تكرار الحمل للسيدة على الرغم من سوء حالتها الصحية، بسبب إصابتها بأمراض شديدة في القلب.. “طبيًا ممنوعة من الحمل ولكن مع ضغط الزوج الأم حملت وتوفها الله أثناء الولادة وتم إنقاذ الجنين بالعافية”.