كتب: روضة إبراهيم
حتى وقتنا هذا ما زلنا نسمع عن زيجات تمت دون موافقة أحد الأطراف أو كليهما بحرية كاملة، وعادةً ما تكون الفتاة هي ضحية الزواج بالإجبار، وهو ما يُعرف باسم الزواج القسري أو الزواج بالإكراه، ويحدث عندما يجبر الأهل ابنتهم على عقد القران بدون موافقة كاملة الإرادة منها، وذلك لعدة أسباب، أهمها حاجة الأهل لأموال الزوج، أو بسبب عادات وتقاليد وثقافة هذه المنطقة. ولكن يجب أن يكون الزواج دائمًا خيارًا لا إجبارًا، ويجب أن تكونِ قادرة دائمًا على قول “لا” إذا كنتِ لا ترغبين في الزواج.
فلا يمكن أبدًا اتخاذ قرار الزواج نيابةً عن شخص آخر، وهذا ما يحدث للأسف في الزواج القسري، وفي بعض الأحيان، قد يحاول الناس تبرير إجبار شخص ما على الزواج لأسباب ثقافية أو دينية، واصفين ذلك بأنه يضر بسمعة الأسرة أو خيانة لشرف الأسرة، لكن الزواج الذي يتم بالإكراه غير مقبول على الإطلاق، حيث يعد انتهاكًا لحقوق الإنسان الخاصة بك وهو محظور في جميع الأديان السماوية.
ما هو الزواج القسري
هو يعتبر أحد أشكال الزواج الذي يتم على الرغم من رفض أحد أو كلا الطرفين لهذه الزِيجة، بل وإبرام عقد القِرَانُ بالإكراه.
أشكال السلوك التعسفي للإكراه على الزواج
عادةً ما تتعرض الفتيات لسلوك تعسفي يشمل الضرب والإهانة وقد يصل إلى التهديدات، للإجبار على الزواج، ومن أشكال هذا السلوك الآتي:
- استخدام الضغط الشديد والإكراه باستخدام الإهانة والتنمر من جانب الوالدين وأفراد الأسرة الممتدة.
- الضغط العاطفي من الأهل، مثل إخبارك أنكِ ستجلبين العار للعائلة.
- يمكن أن يكون السلوك المسيء جسديًا، باستخدام الضرب والتعذيب للفتاة للإكراه على الزواج.
- قد يصل الأمر إلى عزل الفتاة وإبقائها في المنزل بعيدًا عن المدرسة أو العمل أو الكلية أوعدم السماح لها بالخروج مع الأصدقاء.
- تقييد الحصول على المال.
- في بعض الحالات القصوى يصل السلوك التعسفي إلى الاختطاف والقتل.
الأثر النفسي للزواج القسري على الفتيات
بالتأكيد تتأثر الفتاة المجبرة على الزواج من شخص غريب لم تعرفه ولا تشعر تجاه بالمحبة، بالسلب وبالإحباط الشديد، ومن الأثر النفسي للزواج القسري، تعرض الفتيات إلى الآتي:
- تجربة الزواج القسري يمكن أن تجعل الفتيات يشعرون بالعزلة الشديدة، بالحياة مع رجل غريب لا يفضلونه، وقد يكون قاسي الطباع عليها أيضًا.
- الشعور الدائم بالخجل في كثير من الأحيان، وسط أصدقائك وأقرانك من الفتيات، حول إجبارك على الزواج، ولكن هذا ليس خطأك.
- الشعور بالإحباط الشديد، من عيش حياة لا تُفضليها ولم تتمنيها أبدًا.
- الشعور الدائم بالإكتئاب، لتعرضك لمثل هذا الموقف القاسي، بإجبارك على الزواج من أهلك المقربين لكِ.
- الشعور الدائم بالإهانة والدونية، ونظرة الفتاة لنفسها بالقلة، لأنه تم إجبارها على فعل الزواج، الذي هو من أبسط حقوق المرأة، والإنسان بشكل عام.
- التفكير في الانتحار، للتخلص من هذه الحياة التي أرغمت على العيش فيها.
رأي منظمة الأمم المتحدة في الزواج القسري
ترى منظمة الأمم المتحدة أن الزواج القسري ما هو إلا انتهاك صريح لحقوق الإنسان، لأنه يتعدى على أبسط حقوق الأفراد واستقلاليتهم، حيث ينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن للمرأة مطلق الحرية في اختيار الزوج المناسب، دون قهر أو إجبار، وأن هذا الأمر جوهري لا يمكن التهاون فيه؛ نظرًا لارتباطه بصورة مباشرة بحياتها الخاصة، مستقبلها، وكرامتها.
في عام 2013، تم اعتماد أول قرار خاص بمكافحة زواج القُصر، والزواج المبكر، والزواج بالإكراه من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وكان هذا القرار بناءِ على النظر إلى أن زواج القصر، والزواج بالإكراه يعتبر انتهاكات صريحة لحقوق الإنسان، وقد تصل تلك الانتهاكات إلى حرمان الأفراد من الحياة بصورة سليمة خالية من جميع أشكال العنف، بالإضافة إلى حرمانهم من بعض حقوقهم الأساسية كحقهم في التعليم، والتمتع بأعلى مستوى من الصحة بما في ذلك الصحة الجنسية والإنجابية.
الزواج القسري جريمة في نظر القانون
في بريطانيا عام 2014، أصبح الزواج القسري يعد جريمة جنائية بشكل رسمي، ومنذ ذلك الوقت تم إدانة عدد من الحالات تحت هذا التصنيف، ولكن في مصر حتى الآن لا يوجد قانون واضح يجرم الزواج القسري أو الزواج بالإكراه للفتيات، خوفًا من عادات وتقاليد المجتمع.