حتى متى يكون رفض العلاقة أحد أسباب الوفاة؟ ما المنطق في قتل الضحايا مقابل رفض استكمال العلاقات؟ كلها تساؤلات تدور في أذهاننا بمجرد سماع جريمة قتل جديدة لفتاة حدثت بسبب رفضها الزواج من شاب، وهذه المرة كانت الواقعة مأساوية، فقد استيقظ الجميع اليوم على واقعة جديدة راح ضحيتها فتاة شابة بعمر 17 سنة، لتكون واحدة ضمن سلسلة ضحايا رفض العلاقات، والمبرر “علشان تبقي تقولي لأ”.
واقعة الفتاة “بسنت” بأسيوط اليوم التي قُتلت على يد خطيبها “هيثم” بعد إبلاغه برغبتها في فسخ الخطبة، جعلتنا ندرك أن حالات القتل والاعتداءات بسبب رفض العلاقات العاطفية في تزايد مستمر، وأنها لم تكن وقائع فردية نادرة. ومن خلال الموضوع التالي سنذكر عدد من أبرز وقائع القتل والاعتداءات على خلفية رفض العلاقات، التي ارتكبت خلال عام 2024.
وقائع القتل والاعتداء بسبب رفض العلاقات في 2024
13 يناير:
بدأ عام 2024 بواقعة قتل من زوج لزوجته وأولاده، لرفض زوجته العلاقة الزوجية، فقد أقدم المتهم “بهاء” 37 سنة، بقتل زوجته وابنة عمه ” سارة.ع.ر” 28 عامًا، خنقًا بقرية عزبة السرسي التابعة لمركز السنبلاوين في محافظة الدقهلية، لتمنعها عن منحه حقوقه الشرعية، وبدلًا من طلاقها قرر قتلها، حيث أدلى في اعترافات النيابة بأنها كان قد أنهى عمله في يوم الواقعة، وتوجه إلى المنزل وطلب من زوجته معاشرتها إلا أنها رفضت، فقام بالتخلص منها خنقًا، ورآه طفليه فتخلص منهم أيضًا خوفًا من فضح جريمته.
ولم تنتهي جريمته عند هذا، فقد أبلغ أهلها أنه عثر عليهم مقتولين في الشقة، وكان يبدو عليه ملامح الحزن على فراقهم، وقد نقلهم إلى المستشفى، وبتحريات النيابة ثبت أن الزوج وراء هذه الجريمة البشعة.
7 مارس:
شهدت عزبة عبود في مركز الدلنجات بمحافظة البحيرة واقعة مؤلمة، قام من خلالها رجل يدعى “ي.خ” بعد عودته من ليبيا، بقتل زوجته “40 سنة” والتعدي عليها وطعنها عدة طعنات في الشارع أمام أطفالها، وذلك أثناء ذهابها لتوصيل أبنائهم إلى المدرسة، وذلك لرفضها العودة معه إلى منزل الزوجية، على خلفية وجود مشاكل زوجية بينهما، ورفضها للصلح واصرارها على الطلاق، وتوفيت في الحال.
وتمكنت الأجهزة الأمنية في محافظة البحيرة من ضبط المتهم والسلاح المستخدم في ارتكاب الجريمة، وتحرر المحضر اللازم، وتم نقل جثمان السيدة إلى ثلاجة حفظ الموتي بمستشفي الدلنجات العام.
16 أبريل:
الجريمة هذه المرة مختلفة قليلًا، فقد أقدم رجل بقتل “والدة طليقته”، لرفضها إقناع ابنتها بالعودة إليه، بعد الانفصال عنه منذ عدة أشهر، بعدما شك في سلوكها، ورغبته في العودة إليها مرة آخرى ولكنها كانت مُصرة على الرفض.
فقد عثرت قوات الشرطة بالعمرانية، في هذا اليوم، على جثة سيدة مذبوحة داخل دورة مياه بمنزلها، والتحريات أثبتت أن المتهم وراء قتل والدة طليقته، والذي أدلى باعترافاته، قالئلًا فيها أنه انفصل عن زوجته التي تعمل ممرضة منذ عدة شهور، بعدما شك في سلوكها وخلال تلك الفترة كان يحاول إعادتها لعصمته مرة أخرى، إلا أنها رفضت مجرد الاستماع إليه.
وفي يوم الجريمة توجه إليها في منزل والدتها بمنطقة العمرانية للتحدث معها، إلا أنه وجدها في عملها فتحدث مع “حماته” محاولًا دفعها لإقناع ابنتها بالعودة إليه، لكن حدثت بينهما مشادة كلامية ورفضت عودة ابنتها إليه، فأسرع ناحية المطبخ وعاد حاملًا سكينًا ودفعها على الأرض من أعلى الكرسي المتحرك الذي تجلس عليه، كونها مصابة بشلل نصفي، فسقطت في مدخل دورة المياه وانهال عليها المتهم بالطعنات في رقبتها وأنحاء متفرقة من الجسد وفر هاربًا بعدما شاهد الدماء تسيل من جسدها بغزارة.
1 مايو:
قام طالب بكلية الطب جامعة الزقازيق، بالاعتداء على زميلته بسلاح أبيض لرفضها الارتباط به وخطبتها لآخر.
ووفق التحريات، فقد وقعت مشادة بين طالب وطالبة في الفرقة الرابعة بكلية الطب بجامعة الزقازيق، داخل الحرم الجامعي، لعدم رغبتها في الارتباط به، وتطورت إلى تعديه عليها بسكين كان بحوزته، لتصاب الطالبة بجرح باليد أثناء محاولته إنهاء حياتها، وتم نقلها لمستشفى الجامعة، والقبض على المتهم.
8 مايو:
واقعة مأساوية جديدة، راح ضحيتها اليوم فتاة تدعى “بسنت.ص” 17 عامًا على يد خطيبها “هيثم.م” 30 عامًا، بمركز أبنوب في محافظة أسيوط، إثر طعنها 10 طعنات نافذة، لرغبتها في فسخ خطبتها ورفضها إتمام الزواج، وبعدها حاول الشاب الانتحار بالقفز من الطابق الخامس ليسقط مصابًا بجروح خطيرة.
ووفق لشهادة الأهالي، أوضحوا أن خلافات حادة نشبت بين “بسنت” و”هيثم” خلال فترة خطوبتهما التي استمرت 9 أشهر، مما أدى إلى فسخ الخطوبة من قبل بسنت، وبعد مرور 4 أيام على فسخ الخطوبة، فاجأ هيثم بسنت بزيارة منزلها حاملًا سلاحًا أبيض “مطواة”، حيث طعنها بـ10 طعنات نافذة في منطقة الظهر، تاركًا جسدها غارقًا في الدماء، ولم يكتفِ هيثم بذلك، بل قام بطعن نفسه أيضًا، وقفز من الدور الخامس من المنزل، محاولًا الانتحار إلى أن المحاولة فشلت، وتم القبض عليه والتحفظ عليه في المستشفى الجامعي بأسيوط لتلقي العلاج.
بينما “بسنت” تم نقلها سريعًا إلى المستشفى، ولكن بعد ساعات قليلة توفيت متأثرة بجروحها الخطيرة.
لم تكن هذه الوقائع هي الأولى أو الأخيرة، للقتل والاعتداء مقابل رفض العلاقات العاطفية، ونأمل أن تتوقف سلسلة المذابح الدموية ومعاقبة فاعليها بأقصى العقاب لنضع حد لهذه الجرائم.
وقد يكون الإسراع في الموافقة على تطبيق قانون العنف الموحد المقدم للبرلمان، حلًا رادعًا لحالات قتل النساء مقابل رفض العلاقات، فيجب أن يكون هناك تحرك برلماني وتشريعي سريع لعدم إفلات الجناة من العقاب.
وكنا قد رصدنا من خلال مبادرة “صوت لدعم حقوق المرأة”، 20 واقعة قتل مقابل رفض العلاقات العاطفية، على مدار 6 سنوات منذ عام 2016 حتى 2022، وذلك لتسليط الضوء على معاناة النساء في مناهضة العنف التي يتعرضن له بشكل مستمر.