تعتبر النساء هن الأكثر عرضة للإصابة بخطر الأمراض المنقولة جنسيًا من أزواجهن، مثل: الأيدز، والسيلان، والزهري، والكلاميديا، حيث تنتشر عدوى هذه الأمراض بالدرجة الأولى عن طريق الاتصال الجنسي غير المحمي، بما يشمل ممارسة الجنس عبر المهبل، أو الشرج، أو الجنس الفموي.
ويمكن أن تنتقل عدوى بعض هذه الأمراض، أثناء الحمل والولادة، مثل: مرض السيلان أو الكلاميديا، كما يمكن أن ينتقل مرض الزهري للنساء من خلال ملامسة الدم لشخص حامل للعدوى.
وفي حالة إصابة النساء الحوامل بعدوى بعض الأمراض المنقولة جنسيًا من أزواجهن، قد تنقل مسبب العدوى إلى جنينها عن طريق المشيمة، أو خلال الولادة، وتُسبب له الإصابة بأمراض خطيرة، مثل: انخفاض الوزن عند الولادة، أو الإصابة بالعمى أو الالتهاب الرئوي، والابتسار، والتشوهات الخلقية، وحالات الإملاص، وقد تصل إلى الوفاة.
خطر الأمراض المنقولة جنسيًا للنساء
تحصل إصابة النساء بعدوى الأمراض المنقولة جنسيًا من خلال العلاقة الجنسية غير المحمية، مع شخص مصاب، أو من خلال التلامس المباشر بين سطح الجلد والسوائل المخاطية في الأعضاء التناسلية، ومن هذه الأمراض:
– مرض الإيدز: هو من أشهر الأمراض المنقولة جنسيًا للنساء، وهو فيروس نقص المناعة البشري “HIV”، وينتقل للنساء عن طريق السوائل الجنسية أثناء الجماع بدون واقي مع شخص مصاب بالمرض، أو من خلال مشاركة الحقن الملوثة بالدم المصاب بالعدوى، أو عن طريق نقل الدم المصاب ومشتقاته. ويهاجم الفيروس خلايا الجهاز المناعي المسؤولة عن الدفاع عن الجسم ضد الأمراض الخطيرة، وبالتالى يفقد الجسم قدرته على مقاومة الجراثيم المعدية، وقد يستغرق ظهور المرض نحو 8-10 سنوات بعد حدوث العدوى بالفيروس، وعند إصابة النساء الحوامل بهذا المرض يمكن أن تنتقل العدوى من الأم المصابة إلى طفلها قبل وأثناء وبعد الولادة مباشرة.
– مرض السيلان: هو أحد الأمراض المنقولة جنسيًا، والتي تحدث بسبب الإصابة بعدوى بكتيرية، ويمكن أن ينتقل من شخص لآخر عبر التواصل الجنسي المباشر أو التعرض إلى السوائل الجنسية للشخص المصاب، مثل الإفرازات المهبلية والسائل المنوي. وهو يعتبر من الاسباب الرئيسية للإصابة بمرض إلتهاب الحوض والعقم عند النساء.
– مرض الكلاميديا: وهو من الأمراض التي تسببها البكتيريا، ويصيب الإحليل وهو الأنبوب الذي يؤدي من المثانة إلى الخارج “المهبل” أوعنق الرحم، وفتحة الشرج، أو العينين، ويمكن علاجه ولكن إذا لم يتم الإسراع في علاجه يمكن أن يؤدي إلى العقم.
– مرض المشعرات: هو مرض طفيلي، يعتبر من الأمراض المنقولة جنسيًا الأكثر شيوعًا، والقابل للشفاء في العالم، وتحدث العدوى أثناء العلاقة الجنسية.
– مرض الزهري: هو مرض بكتيري، يصيب المهبل أو فتحة الشرج، ومن علامات الإصابة به هو ظهور قرحة وحيدة دائرية الشكل غير مؤلمة في المرحلة الأولى، وطفح جلدي في المرحلة الثانية، ومعظم النساء لا تعاني من أي أعراض، لذا فإن اكتشافه يأخذ وقت طويل مما يزيد من خطر انتقال المرض وانتشاره في الأعضاء التناسلية الداخلية. وفي مراحله الأخيرة يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بأمراض خطيرة مثل: أمراض القلب، والأوعية الدموية، والأمراض العصبية.
– الورم الحليمي: وهو مرض منقول جنسيًا، حيث تحدث العدوى أثناء الإتصال الجنسي مع شخص مصاب، ويتميز بظهور ثآليل صغيرة غير مؤلمة على الجلد والغشاء المخاطي.
أشارت تقديرات منظمة الصحة العالمية في عام 2020، إلى حدوث 374 مليون إصابة جديدة بإحدى أربع حالات العدوى المنقولة جنسيًا التالية: المتدثرة (129 مليون حالة) والسيلان (82 مليون حالة) والزهري (7.1 مليون حالة) ومرض المشعرات (156 مليون حالة).
ويُقدر أن حوالي 300 مليون امرأة مصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري، وهو السبب الرئيسي للإصابة بسرطان عنق الرحم.
أعراض الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا عند النساء
تشمل أعراض الإصابة بعدوى الأمراض المنقولة جنسيًا عند النساء: الشعور بالآلم عند التبول، أو ألم عند الجماع، أو إصابة الأعضاء التناسلية بالآفات، أو زيادة الإفرازات المهبلية وظهور إفرازات صفراء أو خضراء اللون، بالإضافة إلى رائحة قوية في المهبل، وحكة بالمنطقة الحساسة، ونزيف عند الجماع، كما يمكن أن تتعرض المرأة للنزيف في الفترة الواقعة بين دورتيها الشهريتين.
يجدر الإشارة، إلى أن معظم الأمراض المنقولة جنسيًا غير مصحوبة بأعراض، مما يعني أن السيدة قد لا تعلم أنها مصابة بأي من هذه الأمراض قبل إجراء فحص طبي لها.
طرق الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا
– أولًا حماية أنفسنا أثناء الاتصال الجنسي واتخاذ الإحتياطات اللازمة للجنس الآمن.
– ضروره استخدام الواقيات الذكري والأنثوي دائمًا، وبشكل صحيح وخاصة إذا كان الشريك مصاب، فيجب توخي الحظر عند ممارسة العلاقة الجنسية.
– تجنب مشاركة الملابس الداخلية بين الأزواج مع ضرورة الحفاظ على نظافة المنطقة التناسلية باستمرار، والاستحمام بعد الاتصال الجنسي.
– ينصح بعمل متابعة دورية للكشف عن أي إصابه بالأمراض المنقولة جنسيًا، حتى وإن لم تظهر أي أعراض.
– ضرورة التثقيف في مجال الصحة الجنسية، لتجنب الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا.
– توصي منظمة الصحة العالمية، حول توخي الحذر من الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا، بضرورة فحص الحوامل منهجيًا لغرض الكشف عما إذا كانوا مصابات بالأمراض الجنسية، مثل: الزهري، وفيروس العوز المناعي البشري، وغيرها من الأمراض التي يمكن أن تنتقل إلى الجنين.
دور الفن في تسليط الضوء على معاناة النساء بعد الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا
عام 2011 تم إنتاج فيلم أسماء من بطولة هند صبري، وهاني عادل، وهو فيلم مستوحى من قصة حقيقية، ويناقش قضية سيدة تعاني من مرض نقص المناعة (الإيدز) وتقرر عدم الاستسلام له فتخوض حرب عنيفة ضده سواء بالسعي لعلاج نفسها أو بث الأمل في قلوب كل المصابين بهذا المرض اللعين، بالإضافة لمواجهة المجتمع حول طرق الإصابة بالمرض لأسباب عدة قد ترجع إلى نقل دم ملوث حامل للعدوى، أو غيرها من الاسباب المُشبهة، بالإضافة إلى السبب المعروف وهو من الاتصال الجنسي مع شخص مصاب، وإنه ليس بالضرورة الإصابة بهذا المرض لاسباب غير أخلاقية، وإنه يجب تلقي الرعاية الطبية الكاملة لعلاج هذا المرض، دون النظر إلى اسباب الإصابة به.
فكان هذا الفيلم نقلة في تسليط الضوء على قضية معاناة النساء المصابات بمرض الإيدز مع نظرة المجتمع لهم، ورفض بعض الأطباء لتقديم العلاج والرعاية اللازمة، قبل معرفة اسباب الإصابة بهذا المرض المناعي الخطير.
وأخيرًا، يجب تسليط الضوء على مثل هذه القضايا، والتي ترتبط بارتفاع معدلات الوصم والعنف الأسري، مع توصيات بتوفير الرعاية الطبية للنساء المصابات بعدوى الأمراض المنقولة جنسيًا، أيًا كان السبب، دون تمييز، والحث على المطالبة بتشريع قانون يكفل الحماية لحالات القتل بين القبائل والأسر على خلفية الإصابة بالمرض.