الخميس, نوفمبر 21, 2024

أماكن دعم المرأة

الخريطة التفاعلية لأماكن دعم المرأة

الخميس, نوفمبر 21, 2024

أماكن دعم المرأة جغرافيًا (دعم قانوني- اجتماعي- نفسي-تقني)

Homeتقارير ومقالاتحياة النساء الحوامل في الأراضي الفلسطينية.. "كابوسًا مزدوجًا"

حياة النساء الحوامل في الأراضي الفلسطينية.. “كابوسًا مزدوجًا”

مشهد النساء الحوامل بالأراضي الفلسطينية قد يمر على الآخرون مجرد مشهدًا عاديًا، ولكن في حقيقة الأمر فهم يعانون بشهورهن الأخيرة كونهن على وشك الولادة في أي لحظة دون أي معايير للسلامة وتوفير الأساسيات التي يحتاجونها، وقلقهن حول شكل الرعاية الطبية المقدمة لهن في هذه الظروف.

فكل السيدات التي تلد في الظروف الطبيعية تحتاج لراحة كاملة على سرير مبطن ومريح، وترغب في مكوث أزواجهن بجانبهن يدعمهن نفسيًا، بالإضافة لحاجتهن لطبيب يطمأنهن على صحتهن وصحة جنينهن، ولكن في وضع النساء الفلسطينيات يسيطير على عقولهن شعور القلق والمخاوف لما يتعرضن لهن وأطفالهن وهل سينجون من الموت المحتمل في أي لحظة.

تختلط صرخات ألم المخاض، بألم الخوف والفزع، فهن يواجهون عنفًا مضاعفًا، من أي عنف قد تتعرض له سيدة في العالم. وفي هذا يؤكد “دومينيك ألين”، ممثل صندوق الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، لشبكة CNN، 15 أكتوبر الماضي، إن هؤلاء النساء يواجهن “كابوسًا مزدوجًا” بعد “أسبوع مروع” من الغارات الجوية الإسرائيلية.

عدد النساء الحوامل في الأراضي الفلسطينية

تشير تقديرات صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن هناك نحو 50 ألف امرأة حامل في غزة، من المتوقع أن تلد 10% منهن خلال الشهر المقبل. وذلك وسط فرض “حصارًا كاملًا” كما تسميه إسرائيل، على المنطقة، حيث منعوا إمدادات المياه والكهرباء والسلع والوقود.

ووصف ممثل صندوق الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، لشبكة CNN، إن النساء الحوامل في غزة “يواجهن تحديات لا يمكن تصورها”، مؤكدًا أن القصص التي سمعها من غزة “مروعة”.

وأكمل : “تخيلي المرور بهذه الحالة في تلك المراحل النهائية والأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل قبل الولادة، مع حدوث مضاعفات محتملة، دون ملابس، دون نظافة ودعم، غير متأكدين مما سيجلبه اليوم التالي والساعة التالية والدقيقة التالية لنفسهم ولطفلهم الذي لم يولد بعد”.

وكانت منظمات حقوق الإنسان قد أدانت هذه الخطوة ووصفتها بأنها “عقاب جماعي” و”جريمة حرب”.

انهيار النظام الصحي في غزة

كانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت الأسبوع الماضي من أن النظام الصحي في قطاع غزة بأكمله قد وصل إلى نقطة الانهيار، مضيفة أن التأثير سيكون مدمرًا على النساء الحوامل، والأطفال حديثي الولادة الذين سيحتاجون إلى الرعاية في الحاضنات، بالإضافة إلى المرضى الأكثر ضعفًا، بمن فيهم الجرحى الذين يحتاجون إلى جراحة لإنقاذ حياتهم، والمرضى في وحدات العناية المركزة.

كما حذرت منظمة الأمم المتحدة من أن الوضع الإنساني في غزة الآن يصل إلى مستويات كارثية، حيث حذر الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش”، من أن الشرق الأوسط “على حافة الهاوية”.

شهادات النساء الحوامل في فلسطين

هؤلاء السيدات الحوامل بحاجة إلى مسشفيات مجهزة بالخدمات الطبية لكي تتم عملية الولادة بسلام، ولكن في الواقع تشهد المستشفيات تهديدًا واضحًا، وهذا ما يعتبره الحقوقيون انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وتجاهل كبير للحياة البشرية.

وبحسب شهادات وثقها صندوق الأمم المتحدة فإن بعض النساء عبرن عن خوفهن من الأحداث الجارية حيث قالت إحداهن ” الذي يخطر ببالي كل لحظة أمر واحد: كيف يحتمل الجنين في أحشائي أصوات الانفجارات الرهيبة التى يسمعها”.

ووصفت بعضهن أنهم في “سباق مع الموت” وسط القصف المستمر على غزة، فهن في أمس الحاجة لخدمات الصحة الجنسية والإنجابية الآن.

“كامرأة في شهرها الأخير من الحمل، الله وحده يعلم متى سيحدث ذلك وكيف سيكون الوضع حينها. قصف، لا قصف، لا تعرف ماذا سيحدث بعد ذلك”.. هكذا قالت السيدة “ناردين فارس”، البالغة من العمر 27 عامًا، حامل في شهرها التاسع بطفلها الأول، لشبكة CNN، مع اقتراب موعد ولادتها، فهي تخشى ما يخبئه المستقبل.

ومن خلال مكالمة هاتفية لشبكة CNN، الجمعة الماضية، أوضحت “ناردين” أنها اضطرت إلى السفر مع زوجها منذ أسبوع تقريبًا، من حي الرمال في مدينة غزة إلى خان يونس، على بعد حوالي 16 ميلًا أو 40 دقيقة بالسيارة، في أعقاب نداء الجيش الإسرائيلي للمدنيين بالفرار، قائلة: “في الوقت الحالي، هناك نزوح جماعي، نصف سكان قطاع غزة ينتقلون إلى خان يونس”، مضيفة أنها تتقاسم الآن مسكنًا مكونًا من 6 غرف نوم مع أكثر من 80 شخصًا آخرين.

مع مشاعر الخوف والفزع التي تشعر به السيدة “ناردين”، هذه الأيام، فهي أيضًا قلقة جدًا من أن المستشفيات في خان يونس لن تكون مجهزة لعلاجها إذا دخلت في المخاض، نظرًا للعدد الهائل من الأشخاص الذين يأتون إلى المدينة.

أما “خلود خالد”، البالغة من العمر 28 عامًا، وهي حامل في شهرها الثامن، فهي تشعر بالفزع على جنينها، واضطرتها الظروف أيضًا، مع استمرار القصف، إلى مغادرة منزلها في حي الكرامة شمال قطاع غزة في اليوم التالي من الغارات الجوية الإسرائيلية، التي جعلتها تشعر بالذعر بعد سماع صوتها وهي نائمة بجوار ابنها الأول، وأعقبها ألم في بطنها، وظنت أنها ستدخل في مرحلة المخاض المبكر.

تقول “خلود” لـCNN: “شاهدنا المنازل وهي تنهار بينما كنا نقود السيارة، معتقدين أننا يمكن أن نموت في أي لحظة”. وفي الطريق، رأت لاجئين يتعرضون للقصف من قبل الطائرات الإسرائيلية، على بعد أمتار قليلة، فعانقت ابنها قائلة: “حتى نموت معًا”.

استطاعت “خلود” أن تصل في النهاية إلى مدينة خان يونس الجنوبية، لكنها تعيش الآن على “قطعة خبز جافة”، حيث تواجه المنطقة نقصًا في الغذاء، وانعدام الكهرباء، أو المياه. وقالت: “لا أعرف ما إذا كان الخبز سيكون متاحاً غدًا”.

يذكر أن، عدد سكان خان يونس كان تقريبًا يزيد قليلًا عن 400 ألف نسمة قبل الحرب، ونظرًا لقرب المدينة من الحدود المصرية، فهي الوجهة المفضلة للعديد من الفلسطينين القادمين من الشمال.

ويقول طبيب النساء والتوليد في مستشفى ناصر الحكومي في خان يونس محمد الرقب إن “إقبال النساء الحوامل خصوصًا النازحات من غزة والشمال على قسم الولادة كبير جدًا، ونحاول بالإمكانات الموجودة تقديم الخدمات للحالة الأكثر خطورة”.

 وصرح الفلسطيني “أحمد مشتهى” من مدينة غزة مصدومًا بعد وفاة زوجته قبل أن تضع مولودها الأول بأيام جراء مضاعفات صحية تعرضت لها في بداية الهجوم الإسرائيلي، وقال “مشتهى” البالغ من العمر 36 عامًا: “هربنا من منزلنا واحتمينا عند أقربائنا، وفي الليل بدأت زوجتي تصرخ ولم نتمكن من نقلها جراء القصف الإسرائيلي إلا في الصباح لكنها توفيت من شدة الألم”

ووفقًا لمنظمة اليونسيف، منذ عام ٢٠١٨، شهد قطاع غزة زيادة كبيرة في الإصابات الفلسطينية في أعقاب المظاهرات الحاشدة بالقرب من السياج الفاصل بين إسرائيل وغزة وازداد تدهور وصول الأطفال والأمهات إلى خدمات الرعاية الصحية، كما قيدت حركة الأشخاص والإمدادات الطبية من وإلى غزة.

أثر إمداد المواد الطبية بشكل غير منتظم سلباً على جودة الرعاية الصحية. سجل مخزن الأدوية المركزي في غزة في  ٢٠١٨ أن ٢٥٣ من الأدوية الأساسية من إجمالي ٨١٥ قائمة بالأدوية الأساسية (٥٠٪) كانت أقل من إمدادات شهر واحد.

وقال  المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، الدكتور أشرف القدرة،  لبي بي سي: “أن لدى المستشفيات 24 ساعة قبل أن تفقد خدماتها الصحية تماما أمام المواطنين والجرحى، بسبب عدم توافر الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود”.

وكشف أن اثنين من مستشفيات غزة خرجا بالفعل عن الخدمة، من مجمل 14 مستشفى، وطالب بـ “إرسال الوقود الطبية التطوعية من كافة التخصصات لإنقاذ جرحى القصف الإسرائيلي في مستشفيات قطاع غزة التي بات العديد من طواقمها الطبية ما بين قتيل ومشرد”.

والجدير بالذكر أن كافة الظروف المحيطة بالنساء الحوامل وأطفالهن تجعلهن على حافة الموت في أي لحظة، لندرة الخدمات الصحية المتوفرة وأجواء القصف المستمر.

مقالات ذات صلة

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

الأكثر شهرة

احدث التعليقات