الخميس, نوفمبر 21, 2024

أماكن دعم المرأة

الخريطة التفاعلية لأماكن دعم المرأة

الخميس, نوفمبر 21, 2024

أماكن دعم المرأة جغرافيًا (دعم قانوني- اجتماعي- نفسي-تقني)

Homeتقارير ومقالاتفي اليوم العالمي لبرايل.. طريق المكفوفات للمعرفة

في اليوم العالمي لبرايل.. طريق المكفوفات للمعرفة

أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في نوفمبر 2018، عن ضرورة الاحتفال باليوم العالمي لبرايل، وذلك انطلاقًا لأهمية الاهتمام بأعمال حقوق الإنسان كالمكفوفين. وتم الاحتفال به رسميًا لأول مرة في 4 يناير 2019، يصادف هذا التاريخ يوم ولادة لويس بريل مخترع لغة برايل، ليكون يومًا عالميًا للغة المكفوفين، ليتم تسليط الضوء على أهمية هذه اللغة للحصول على المعلومات والتعبير عن احتياجات كل المعاقين بصريًا.

وفي “صوت” ندرك أهمية الاحتفاء باليوم العالمي لطريقة برايل، لتعبير هذه الفئة الاجتماعية “المكفوفين” عن حاجتهم، بما فيهم من سيدات ضعاف البصر، فهم الأقل انتفاعًا من التعليم والتوظيف والمشاركة الاجتماعية، كما أنهم الأكثر وقوعًا في بؤرة الفقر، والأكثر معاناة، بل والأكثر تعنيفًا وسوء معاملة.

فيعد المكفوفين بصفة عامة هم أكثر الفئات تهميشًا في أي مجتمع، وتحديدًا المكفوفات منهن، الذين يتعرضوا لكافة أشكال الإهمال والتعنيف والتنمر والإساءة اللفظية، بسبب إعاقة لم يكن لهن دخل فيها.

وكانت منظمة الأمم المتحدة قررت الاحتفال باليوم العالمي للغة برايل، لإذكاء الوعي بأهمية هذه اللغة بوصفها وسيلة للتواصل في الإعمال الكامل لحقوق الإنسان للمكفوفين وضعاف البصر.

ماهي لغة برايل؟

هي عرض للرموز الأبجدية والرقمية باستخدام ست نقاط يمكن تحسسها باللمس لتمثيل كل حرف وعدد، بما في ذلك رموز الموسيقى والرياضيات والعلوم.

ويستخدم المكفوفون وضعاف البصر لغة برايل، التي سُميت بهذا الاسم تيمنًا باسم مخترعها الفرنسي “لويس برايل” في القرن الـ19، للحصول على المعلومات المهمة، وهو ما يُعد مؤشرًا على الكفاءة والاستقلال والمساواة.

وقد أوضحت اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، أن طريقة برايل هي وسيلة اتصال للمكفوفين، ولها أهميتها في سياقات التعليم وحرية التعبير والرأي والحصول على المعلومات والاطلاع على الاتصالات المكتوبة وفي سياق الإدماج الاجتماعي، على نحو ما تبينه المادتان 21 و 24 من الاتفاقية.

نموذج نسوي ناجح في العالم بسبب لغة برايل

من أشهر النماذج النسوية من المكفوفات، هي الأديبة والمحاضرة والناشطة الأمريكية “هيلين كيلر”، الذي منحها الرئيس الأمريكي الأسبق، ليندون جونسون، وسام الرئاسة للحرية عام 1964، وكان سببًا قويًا لنجاحها في المجال الحقوقي، هو تعلمها للغة برايل.

وُلدت هيلين آدامز كيلر في 27 يونيو 1880 بولاية ألاباما الأمريكية، وأصيبت بحمى القرمزية التي أفقدتها حاستي السمع والإبصار، عندما كان عمرها عامًا ونصف عام.

بعد أن كبرت وأصبحت واعية لإعاقتها، طلبت “كيلر” من معلمتها في ذلك الوقت، تعليمها الكلام فاستعانت معلمتها بمنهج “تادوما” والذي يعتمد على لمس شفاه الآخرين عند تحدثهم وطباعة الأحرف على كفها ثم تعلمت طريقة برايل للقراءة، التي أهلتها للحصول على كثير من المعلومات في المجالات المختلفة.

مع مرور الوقت، أتقنت “كيلر” الكتابة وتحسن نطقها، وخلال دراستها الجامعية تعلمت اللغات الفرنسية والألمانية واليونانية واللاتينية وحصلت على البكالوريوس في الآداب.

كان لـ”كيلر” دورًا هامًا في اختراع الكتب الناطقة، وذلك نتيجة لمجهوداتها في الدفاع عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، وبفضل تواصلها مع الرئيس الأمريكي “روزفلت”، واختيرت لتولي منصب سفيرة المنظمة الأمريكية لفاقدي البصر.

حصلت “هيلين كيلر” على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة هارفارد، وكتبت ضد وحشية النظام النازي ومن أهم مؤلفاتها: “أضواء في ظلامي” و”أغنية الجدار الحجري”، و”قصة حياتي.

سافرت إلى 39 دولة حول العالم لتعزيز مساواة ذوي الاحتياجات الخاصة مع الآخرين بجميع حقوق الإنسان، وخلال زيارتها للقاهرة جمعها لقاء بالأديب المصري “طه حسين، في مايو 1952.

ومن عظمة تأثير “هيلين كيلر” في فاقدي البصر، ومجال الدفاع عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، وضعت مجلة “تايم” اسمها ضمن قائمة أكثر 100 شخص تأثيرًا في القرن العشرين.

وختامًا، يبدو أن لهذه اللغة المعروفة عالميًا “برايل”، كانت سببًا في حصول الكثير من المكفوفات على المعرفة، لوصولهم لمناصب إدارية عُليا، وحتى على الأقل أن يكونوا شخصيات مؤثرة في محيطهم الاجتماعي، ومهنتهم المحببة لديهم.. فشكرًا لكل من ساهم في انتشار هذه اللغة البراقة، التي جعلت الجميع سواسية.

مقالات ذات صلة

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

الأكثر شهرة

احدث التعليقات