اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 2011، الإعلان الخاص بيوم 11 تشرين الأول/أكتوبر من كل عام باعتباره اليوم الدولي للطفلة، وذلك للاعتراف بحقوق الفتيات وبالتحديات الفريدة التي تواجهها الفتيات في جميع أنحاء العالم، يهدف هذا اليوم إلى تسليط الضوء على قضية عدم المساواة بين الجنسين التي تواجهها الفتيات في جميع أنحاء العالم على أساس جنسهن. يشمل عدم المساواة مجالات وحقوق أساسية مثل حق الحصول على التعليم والتغذية والحقوق القانونية والرعاية الطبية والحماية من التمييز والعنف ضد المرأة وتزويج الأطفال القسري.
حيث يحق للمراهقات العيش في أمان والحصول على حقوقهن في التعليم و الرعاية الصحية، ليس فقط خلال سنواتهن التكوينية، بل أيضاً في مراحل نضوجهن المختلفة. إذ أن تقديم الدعم المناسب خلال فترة المراهقة يمكن للفتيات من الإبداع و إحداث تغيير إيجابي في العالم، في السنوات الأخيرة استطاعت الفتيات تجاوز الحواجز التي تفرضها القولبة والإقصاء، بما في ذلك الممارسات التي تستهدف الأطفال ذوي الإعاقة ومن يعيشون في مجتمعات مهمشة.
موضوع عام 2024 : “رؤية الفتيات للمستقبل”
يجب الاستثمار في الفتيات ليس لإنه من الواجب القيام به فقط، بل أيضًا للتأثير الإيجابي والفائدة على أسرهن ومجتمعاتهن والمجتمع ككل. هناك عدة قضايا تستحق تسليط الضوء عليها خلال هذا اليوم:
– حق التعليم للفتيات
حق التعليم للفتيات هو حق أساسي يضمن لهن الوصول إلى التعليم الجيد والمساواة في الفرص، يعزز هذا الحق تمكين الفتيات ويساهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مما يستدعي جهودًا عالمية توعوية و قانونيه لمساعدتهن في الحصول على هذا الحق و ضرورة إتاحة بيئة مساعدة و محفزة على التعليم، وفي هذا الإطار أشار “عبد العزيز الموزياني” مدير مكتب الاتصال لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في جنيف، إلى أن المساواة بين الجنسين هي واحدة من بين الأولويتين العالميتن لليونسكو للفترة ما بين 2014-2021.
– الرعاية الصحية للفتيات
يضمن ذلك الوصول إلى خدمات صحية شاملة، بما في ذلك الخدمات الصحية والجنسية و العلاج من الأمراض والأوبئة، حيث يجب أن تكون هذه الخدمات متاحة وميسورة التكلفة، مع احترام الخصوصية وتعزيز الوعي والتثقيف حول الصحة مما يساهم في تحسين جودة حياة الفتيات.
-قضية التزويج القسري
وهو ما يعرف بتزويج القاصرات ( أي الزواج لمن هن أقل من ١٨ عام) مما يعد انتهاكًا صريحًا لحقوق الإنسان يستحق التصدي له من خلال جهود جماعية على المستوى المحلي والدولي، ومن المؤثرات القوية بشأن تزويج القاصرات هو وجود علاقة قوية ما بين التسرب المدرسي وتزويج القاصرات، حيث يلجأ الأهالي لتسريب أطفالهن من التعليم وتزويجهن، على الرغم من أن تزويج الفتيات المبكر يجعلهن من الناحية الفعلية فتيات غير مرغوب بهن على مقاعد الدراسة، ويزداد الأمر سوءاً في حالة حملهن وما ينتج عن الحمل من مضاعفات ومشاكل صحية كونهن صغيرات، مازالت الجهات المعينة تعلن عن حالات إحباط لتزويج فتيات قصر وحالات أخرى تم تزويجها بالفعل.
-استغلال الطفلات في أعمال الجنس التجاري
الطفلات الإناث هن الهدف الرئيسي للاتجار الجنسي حيث من عمر 4 إلى 17 سنة، وعادة ما يتم استغلالهن من قبل وسطاء أو منظمات سرية، ويكون الاتجار داخل نفس الدولة من منطقة إلى أخرى أو بين دولتين، ويأتي استغلال الأطفال جنسيًا بهدف التربح وخاصة من خلال الإنترنت.
توصيات لتحسين البنية التشريعية والمجتمعية لمواجهة العنف ضد الطفلات
- تنظيم حملات توعية لتثقيف المجتمع حول حقوق الطفلة، مثل الحق في التعليم، الرعاية الصحية، والحماية من العنف والاستغلال.
- تسهيل الوصول إلى مراكز الدعم والمشورة والرعاية النفسية.
- رصد وتوثيق حالات انتهاك حقوق الأطفال وتقديم البلاغات للجهات المختصة.
- توفير وتطوير مواد تعليمية وأدلة إرشادية تساعد الأسر والمجتمعات في فهم حقوق الأطفال.
- تقديم الدعم القانوني ومساعدة الأطفال وأسرهم في حالة تُنتهك حقوقهم.
- تحسين الوصول للخدمات الصحية والجنسية للفتيات.
- تدريب مقدمو الخدمة وتأهيل العاملين في القطاع الصحي لفهم احتياجات المراهقات وتقديم الرعاية المناسبة والسرية.
- دعم حقوق الفتيات في التعليم مع توفير البيئة الملائمة التي تشجع على المعرفة والابتكار.