الابتزاز العاطفي دائمًا ما يحدث في العلاقات القريبة بين البشر، حيث يستغل المبتز حب الأشخاص من حوله، ويحاول استخدام الشعور بالذنب ومشاعر الخوف، معتقدًا أن ضحية الابتزاز ستشعر بالخوف من إغضابه وبالتالي تنفذ جميع مطالبه.
وتقول معالجة نفسية في ولاية أوريغون، تدعى “إريكا مايرز”، أن الابتزاز العاطفي هو خفي، يحدث بمكر، وتشرح ما يحدث بأنه قد يكون الأمر وكأنه حجب للعاطفة، وأن الابتزاز العاطفي يعتبر مثل الابتزاز المعتاد، وهو أن يحاول شخص الحصول على ما يريده من شخص أخر، عن طريق التلاعب بك وبمشاعرك.
وقد لا يدرك الأشخاص أنهم يتعرضون لعملية ابتزاز، نظرًا لأنهم لم يتأذون جسديًا، ولكن الإساءة العاطفية ومحاولة السيطرة عليكِ لفترة طويلة، قد لا تقل خطورة عن الاعتداء الجسدي. ومن خلال الموضوع التالي نتعرف على كيف يمكنكِ الاكتشاف أنكِ تتعرضين لابتزاز عاطفي.
مراحل التعرض للابتزاز العاطفي
أوضحت الكاتبة الأمريكية سوزان فوروارد، في كتابها عن الابتزاز العاطفي، وجود 6 مراحل يمر لها الابتزاز العاطفي، وهي كالآتي:
المرحلة الأولى: الطلب:
وهذه المرحلة تتضمن طلبًا، وهي أن يطلب المبتز من الضحية بشكل واضح وصريح طلب معين.
المرحلة الثانية: المقاومة:
في هذه المرحلة قد تحاول الضحية المقاومة برفض الطلب الذي طلبه المبتز العاطفي، وفي هذه الحالة قد يتراجع المبتز ويعيد المحاولة بعد فترة، ولكن من المحتمل أيضا أن يبدأ في التصعيد واستخدام المزيد من العنف، يختلف رد الفعل وفقا للاختلافات الشخصية للمبتزين.
المرحلة الثالثة: الضغط:
حينما يتراجع المُبتز لا يعني هذا أن باب الابتزاز قد أُغلق إلى الأبد أمام الضحية، إنه فقط يدخل في مرحلة جديدة، وهي مرحلة الضغط.
وتكون هذه الضحية أكثر شدة، بمحاولة الضغط على الضحية من قبل المبتز، لتلبية مطالبه، وقد يحدث هذا بعد طرق، تشمل: تكرار مطالبهم بطريقة تجعلهم يبدون جيدين، قد يقولون مثلا: “أنا لا أفكر إلا في مستقبلنا وفي جعل حياتنا أفضل”، أو “إذا كنت تحبني حقًا، فستفعل هذا”.
المرحلة الرابعة: التهديد:
في هذه المرحلة، إذا لم تستجب الضحية للضغط أيضًا، فسيدخل في المرحلة التالية مباشرة وهي التهديد المباشر أو غير المباشر.
خلال هذه المرحلة قد يستخدم المُبتز التهديد المباشر، فمثلًا أن يقول لكِ زوجك: “إذا خرجتِ مع أصدقائك الليلة فلن أكون هنا عندما تعود”، أو ربما تهديدًا غير مباشر: “إذا كنتِ غير مستعدة للبقاء معي فهذا يجعلني أفكر في إعادة تقييم علاقتنا”.
المرحلة الخامسة: الامتثال:
حينما تخشى الضحية أن يفي المُبتز بتهديده، فيحدث المرحلة التالية وهي الاستسلام والامتثال لأوامر المُبتز، وهذه هي الخطوة الأخيرة التي تتم بها عملية الابتزاز العاطفي. خلال هذه المرحلة قد يكون الشخص الذي يتمارس عليه الابتزاز العاطفي، قد وصل إلى مرحلة الإنهاك والإرهاق بسبب ما تعرّض له من ضغوط وتهديدات.
وبمجرد أن تمتثل الضحية لأوامر المبتز، سنجد أنه أصبح في غاية اللطف وسيقدم للضحية الكثير من مشاعر المحبة الخالصة، وذلك إلى أن يحين وقت المرحلة التالية.
المرحلة السادسة: التكرار:
بمجرد أن تمتثل الضحية لطلب وأوامر المُبتز العاطفي، فأنتِ تكوني قد دللتي المُبتز على طريقه حول كيف يحصل منكِ على ما يريد، وسيتكرر كل شيء بالمراحل نفسها من جديد، عند حاجة المبتز منكِ لطلب جديد.
قد يحدث أنكِ في كل مرة تمتثلين لمطالب المُبتز العاطفي بصورة أسرع، وذلك بدلًا من مواجهة الضغوط والتهديدات المستمرة، ولكن هذا غير صائب، وسوف يقودك لتدمير حياتك بالكامل، من خلال العيش في خوف دائمًا.
يمكن أن تشعر الضحية في وقت من الأوقات أنها محاصرة من جميع الاتجاهات من قبل المُبتز العاطفي، والمُبتز ليس من الضرورة أن يكون شخص سيء، قد يكونوا أشخاص أنتِ تقدرينهم وتحبينهم حقًا، ولكن لا تعجبك طريقة التهديد التي يتبعونها معكِ في كل مرة، وفي هذه الحالة يمكن التخلص من الابتزاز العاطفي عن طريق العلاج النفسي من قبل متخصصين نفسيين، وخلال رحلة التعافي من الابتزاز، وتعلم مواجهة هذا السلوك، يجب أن تتذكرِ أن الضحية لم يكن لها ذنب في تعرضها لهذا النوع من الابتزاز، وأن الجميع يجب أن يعاملوا باحترام لا بتنفيذ الأوامر بالتهديد.
وأحيانًا يسبب الابتزاز العاطفي بين الشركاء، أثار نفسية سيئة مما قد تؤدي إلى أن يقوم أحد الطرفين بأذى نفسه بعد الشعور بالضغط من قبل الأخر، ويصل الأمر إلى الانتحار في بعض الأحيان.