نقلا عن “بوابة الأهرام“، أمينة السعيد، نوال مدكور، أمينة شفيق، فاطمة سعيد، بهيرة مختار، شويكار طويلة، عبير سعدى، حنان فكرى.. 9 صحفيات فقط هن اللاتى فزن بمقاعد فى مجلس نقابة الصحفيين منذ إنشائها فى 31 مارس عام 1941، بصدور القانون رقم 10 لسنة 1941 والذى تقدم به رئيس الوزراء المصرى الأسبق على ماهر إلى مجلس النواب والذى كان يتضمن مشروع إنشاء نقابة للصحفيين فى مصر وحتى اليوم..
وبعد مرور 76 عاما تختفى المرأة تماما من مجلس نقابة الصحفيين نتيجة إخفاق 14 صحفية ترشحن فى انتخابات التجديد النصفى لنقابة الصحفيين فى دورتها الحالية، 2 على منصب النقيب و12 لعضوية المجلس.. فما سر هذا الإخفاق رغم التوقعات بأن هذه الانتخابات التى جاءت فى عام 2017 عام المرأة ستشهد على الأقل تمثيل المرأة بمقعدين أو مقعد على الأقل فى مجلس نقابة الصحفيين الحالى..
الكاتبة الصحفية فريدة النقاش تعلل هذا الإخفاق بأن النقابة تعرضت لاستقطاب شديد فى الأشهر الأخيرة فى الموجة الانتخابية، وكانت عرضة للتأثيرات التى انتشرت فى المجتمع كله بتأثير اليمين الدينى المعادى للنساء وتقول: هذا المناخ الذى أشاعوه فى المجتمع المصرى وركزوا عليه فى السنة التى حكموا فيها البلاد أثر على المجتمع ككل وبمن فيهم الصحفيون، وبعد أن كان مجلس نقابة الصحفيين فى دورات سابقة يضم زميلتين او زميلة على الأقل كتعبير رمزى على أساس أننا نمثل أكثر من ثلث الجمعية العمومية، وبالرغم من أن الرئيس السيسى أعلن أن عام 2017 عاما للمرأة وقام بتعيين أول محافظ امرأة فى محافظة البحيرة، فإن التأثير السلبى للتيارات الرجعية والمعادية للنساء انعكس على نقابة الصحفيين، كما أن الصحفيات المرشحات لم يجدن الدعم الكافى والجدية الكافية من قبل مؤسساتهن.. ولأن الصحافة فى الأضواء باستمرار، وبالذات نقابة الصحفيين نقابة ذات طابع خاص لأن عملها يمثل المجتمع بالدفاع عن الحريات العامة وعن حقوق المواطنين وعن حق تداول المعلومات وعن الديمقراطية، فكل هذه القضايا لا تمس الصحفيين فقط ولكن تتعلق بالمجتمع ككل، وسيادة العقلية الذكورية هى عقلية سائدة فى أوساط الصحفيين، لأن هذه العقلية الذكورية هى بنت التاريخ حدثت على مدى آلاف السنين وبالتالى ليس من السهل التخلص منها بمجرد حملة دعائية أو الكتابة فى الصحف أو نشاط المنظمات النسائية الداعمة للمرأة..
وتختتم النقاش رؤيتها قائلة: مجلس نقابة صحفيين دون المرأة هو مجلس يثير الغضب ليس فى أوساط الصحفيات فقط ولكن فى الحركة الديمقراطية عموما.
وتقرر نورا راشد الكاتبة الصحفية بجريدة الجمهورية عدم الترشح فى انتخابات النقابة مرة أخرى بعد فشلها مرتين على منصب النقيب فى الدورة الحالية ودورة سابقة وتقول: للأسف نقابة الصحفيين أسقطت المرأة بكل المقاييس، وأرى أن السبب إما الغيرة أو أنهن اعتدن أن يكون نقيب الصحفيين رجلا وإن كان ذلك شيئاً مستفزاً وغير مفهوم، ومجلس نقابة صحفيين دون نساء أراه مجلسا عقيما.. وفى ظل هذه النتيجة المخزية والمؤسفة فى عام المرأة للصحفيات سوف أقوم وبعض الزميلات الصحفيات برفع دعوى قضائية نطالب فيها بمقعد على الأقل فى مجلس نقابة الصحفيين أسوة بنظام الكوتة فى مجلس النواب الذى خصص عدد مقاعد للمرأة من خلال النظام الانتخابى لتمثيل المرأة فى البرلمان تمثيلا مناسبا.
بينما تؤكد عبير المرسى الكاتبة الصحفية بالأهرام والتى ترشحت كعضو فى المجلس فى الدورة الحالية أن المرأة هى التى انتخبتها وكل ما حصلت عليه من أصوات مع إخفاقها كان من زميلاتها الصحفيات عكس ما هو شائع بأن المرأة لا تنتخب المرأة على حد تعبيرها.. وتعلل سبب إخفاقها هى وزميلاتها المرشحات بأن هذه الدورة الانتخابية كانت دورة سياسية وليست على المستوى الانتخابى كنقابة مهنية.. وتقول رغم أننا ننتمى إلى الجماعة الصحفية التى من المفترض أنها تقوم بدور تنويرى فى المجتمع، أنه للأسف الرجال لم ينتخبوا السيدات وأصبحنا مجتمعا رجعيا.. وحيث إن المجلس القومى للمرأة دعم المرشحات الصحفيات فى هذه الانتخابات، لذا أطالبه برصد هذه النتيجة المؤسفة ودراستها للوقوف على أسبابها، وسأكرر التجربة فى الانتخابات المقبلة وسأستمر فى تنفيذ برنامجى الانتخابى لأن النقابة مفتوحة للجميع.
وأسال د.جمال شفيق أحمد أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس واستشارى العلاج النفسى بوزارة الصحة حول مدى تأثير الغيرة النسائية فى العملية الانتخابية.. قال: بصفة عامة الغيرة موجودة فى الطابع البشرى وهى شىء مطلوب وتعطى فرصة للتنافس الشريف عندما تكون غيرة محمودة بعيدا عن الحقد والكراهية أو تشويه صورة الآخر، وفى المسألة الانتخابية المرأة بطبيعتها حساسة وأكثر انفعالية من الرجل، فأحيانا تزداد لديها حدة الغيرة، وبالتالى ممكن أن تحدث «غيرة» من زميلتها فى العمل التى تخوض الانتخابات وتشعر بأنها ستصبح مميزة عنها إذا نجحت.. وهكذا، فالغيرة غريزة فى المرأة إذا استخدمتها فى الحد الأمثل تعطى للحياة قيمة ومعنى ولكن إذا زادت عن الحد المعقول أصبحت كارثة.