كتب: روضة إبراهيم
“إن كنتِ تحبيني ستفعلين هذا من أجلي” هذه العبارة واحدة من أشهر العبارات المستخدمة في الابتزاز العاطفي، من قبل الأشخاص المقربون مثل: الشريك العاطفي أو من الأهل، والذي هو يعد نوع من أنواع العنف ضد المرأة، ولكنه مُزين بصبغة الحب، حيث يلعب الجاني على مشاعر الضحية لتنفيذ طلباته، والتي يمكن أن تكون من ضمنها طلبات غير شرعية، أو منافية للآداب، مما يجعلها ترفض الفكرة، ولكن عندما يلعب الجاني على العاطفة، أحيانًا كثيرة تلين الضحية وتنفذ مطالبه اضطرارًا، لتقع في الفخ وتصبح ضحية بالمعنى الحرفي للكلمة.
وباعتبار الابتزاز العاطفي شكل من أشكال العنف التي تواجهه المرأة من الشريك، من الضروري أن تعرفي على أشكال هذا الابتزاز وماذا يقصد به وطريقة التعامل مع من يمارسون الابتزاز العاطفي.
ما هو الابتزاز العاطفي؟
هو أحد أشكال التلاعب النفسي، ويحدث خلاله استخدام التهديدات وأنواع مختلفة من العقاب يوقعها شخص ما على آخر قريب منه في محاولة للسيطرة على سلوكه.
ويحدث الابتزاز العاطفي عادة بين شخصين تجمع بينهما علاقة شخصية قوية، أو علاقة حميمية كعلاقة الأم والابنة، والزوج والزوجة، والشقيقتين، والأصدقاء المقربين.
أشكال الابتزاز العاطفي
توضح المعالجة النفسية الأمريكية “سوزان فورورد” في كتابها “الابتزاز العاطفي” اختلاف أساليب الأشخاص الذين يمارسون الابتزاز العاطفي من شخص لآخر، وتتمثل في الآتي:
- الأشخاص المعاقبون للآخر:
وهم الأشخاص الذي يحاولون إلحاق الضرر بالآخر، وهم بارعون جدًا في إظهار الغضب والسلوكيات العدوانية، من خلال القيام بأشياء مثل استخدام الإهانات، أو التوقف عن الكلام مع الآخر كنوع من العقوبة، أو تغيير نبرة الصوت، بالإضافة إلى استخدام كل أشكال العنف البدني والمعنوي.
- الأشخاص المعاقبون لذاتهم:
هؤلاء الأشخاص يوجهون اللوم لأنفسهم وليس للآخر، ويحاولون دائمًا التأكيد على أن شيئًا ما سيحصل لهم إذا لم ينفذ الطرف الآخر أوامرهم، مثال على ذلك التهديد بالانتحار إذا لم ينفذ الطرف الآخر رغبته، أو إذا قرر الطرف الآخر إنهاء العلاقة مثلًا.
- من يلعبون دور الضحايا:
هؤلاء الأشخاص يهددون الطرف الآخر بأنهم سيتعرضون للمعاناة الشديدة، ويعتبرون أن تلك المعاناة ليست مسؤوليتهم الشخصية بل هي ذنب الآخر، وهذا النوع من الأشخاص دائمًا ما يستخدمون عبارات كهذه: “بعد كل ما فعلته من أجلك”.
- الأشخاص المخادعون:
هذا النوع من الأشخاص دائمًا ما يحاولون خداع الطرف الآخر من خلال إغرائه بأنواع من الوعود، مثل الحصول على مكاسب مادية أو الترقية المهنية أو الوعود بالارتباط والزواج، ويربطون كل هذه المكاسب بقبول الضحية لأوامر الطرف الآخر.
صفات المُبتز العاطفي
بشكل عام توجد صفات معينة للمبتز العاطفي، سوف نوضحها لكن لكِ تتجنبي هذه النوعية من البشر، وتتمثل هذه الصفات في الآتي:
- يؤمن أن العلاقة مع الآخرين مبنية على المصالح.
- يستغلون نقاط ضعف الآخر لصالحهم.
- بارعون في إحداث الشعور بالذنب لدى الطرف الآخر.
- أحيانا يقوم هؤلاء الأشخاص المبتزين عاطفيًا بشراء الهدايا للآخرين والتملق لهم لإبقائهم بالقرب منه.
- هم أشخاص تحتاج للسيطرة على الآخرين.
- يخافون من فقدان السيطرة على الآخر، أو الهجران.
- يستعملون أساليب التهديد والإجبار وحتى العنف لبلوغ أهدافه.
- يفضلون إقامة علاقات لا تقوم على المساواة.
- دائمًا ما يبحثون عن التقدير من الآخرين عبر سلوكيات الغضب والبكاء.
طريقة التعامل مع الابتزاز العاطفي
قبل التعامل مع المُبتزين عاطفيًا، علينا أولًا أن نعرفهم، فالمعرفة أساس التفكير في طريقة التصدي لهم.
- ضرورة فرض حدود لا يمكن تجاوزها، فهذا سيمكنك من الابتعاد عن دخول أي علاقة غير صحية.
- يجب أن تنتبهي إلى احتياجاتك الشخصية في العلاقة، التي قد تتجاهليها بسبب تعرضك الدائم للابتزاز والضغط من الآخرين.
- لا تجعلي الآخرين يقرروا بدلًا منكِ، حتى لا تكوني عرضة للابتزاز العاطفي، فعليكِ تعزيز الثقة بالنفس لمعرفة اتخاذ القرارت لنفسك.
- وأخيرًا، عليكِ تعلم كيفية إدارة الخلافات في العلاقة والتفاوض من أجل إيجاد حلول وسط وصحية.