في مجتمعتنا المصرية لم يحظي عدد كبير من الرجال على معلومات كافية من التثقيف الجنسي، مما يجعل جهلهم بطبيعة غشاء البكارة يؤثر على حياة الكثير من الفتيات، بدعوى تخليهم عن “شرفهم”، لأن ليلة الدخلة وأثناء العلاقة الجنسية لم يحصل أي إنزال للدماء، وهو ما يوهمهم بفقدان زوجتهم العذرية قبل زواجهم بهم، فيعطوا لأنفسهم مبرر لطعن هؤلاء الفتيات في شرفهم، ولكن الحقيقة ليست هكذا أبدًا، فهل سمعتم عن غشاء البكارة المطاطي، الذي لا يفض بسهولة من أول مرة؟ الدكتورة ماريا حلمي أخصائية النساء والتوليد بسوهاج، ستوضح أنواع أغشية البكارة وتكشف عن تفكير الأزواج والزوجات في هذا الموضوع، من خلال تجاربها مع عدد من الحالات.
أنواع غشاء البكارة
يختلف نوع وشكل غشاء البكارة لدى كل فتاة، فهناك أنواع لا تسبب نزول دم عند الإيلاج، فهذا ليس شرطًا أو سبب تقاس به “عذرية” الفتيات، سوف نوضح لكم بعض من أنواع غشاء البكار التي لا تسبب إنزال للدماء أثناء العلاقة الزوجية، ومنهم:
- الغشاء المطاطي.
- الغشاء السميك.
- غشاء بكارة رقيق لا يحتوي على أوعية دموية.
- هناك أنواع من غشاء البكارة تحتاج إلى تدخل طبي وجراحي لفضه كاملًا.
وكان الدكتور عمرو عباسى، استشارى النساء والتوليد، أوضح في تصريحات صحفية سابقة، حول أن هناك أنواع من غشاء البكارة لا يمكن فضه أثناء العلاقة الزوجية، قائلًا: “في حالات كثيرة يضطر الطبيب لإجراء عملية جراحية وفض غشاء البكارة عند الفتاة لإنقاذ حياتها ومن أهم هذه الحالات التي ليس لها أي علاج آخر هي أن نوع الغشاء المولودة به الفتاة “مصمت” أى ليس به أي فتحات مما يمنع نزول دماء الدورة الدورة الشهرية عند مرحلة البلوغ”.
تصريحات خاصة لـ”صوت” من دكتورة نساء وتوليد توضح طبيعة أغشية البكارة ومشاكل العذرية
أوضحت الدكتورة ماريا حلمي، أخصائية النساء والتوليد بسوهاج، في تصريحات خاصة لمبادرتنا “صوت لدعم حقوق المرأة”، عدة عوامل تترتب على كمية الدماء التي يمكن أن تحدث عند فض غشاء البكارة، وإختلاف الكمية بإختلاف الأنواع والأسباب الآخرى، فقد كشفت أن كمية الدماء الكثيرة عادةً ما تكون نتيجة للعنف الزائد من الزوج أثناء العلاقة، وليس دليل على “عذرية” الزوجة كما يعتقدون البعض، قائلة: “الناس متخيلة أن البنت لازم تبقى ذبيحة يعني ينزل كمية دم رهيبة جدًا وأن نزول نقطة دم ده بالنسبة للزوج شيء مش كافي لإثبات عذرية البنت”.
وتابعت الدكتورة كلامها: “الحقيقة أن الدم لا يثبت عذرية من عدمها والغشاء نفسه ممكن يكون فيه تروية شديدة أو قليلة بسبب أنه ممكن يكون سميك أو رفيع على حسب عمر البنت أو مستوى هرمون الأستروجين في جسمها أو بسبب وزنها”.
وأكملت حديثها في هذا الموضوع: “بيرجع مستوى التمزق لحجم العضو الذكري للزوج أو بسبب العنف أثناء العلاقة.. ولكن لو تمت العلاقة بطريقة هادئة سيكون نزول الدم بشكل طبيعي وأهدى”.
رغبة الفتيات في الإطمئنان على “عذريتهم” خوفًا من المجتمع
كشفت لنا أخصائية النساء والتوليد، أن هناك عدد من الفتيات يشعرن برعب شديد قبل فترة بسيطة من الزواج، فعلى الرغم من تأكدهم من أنهم لم يتعرضوا لأي نوع من الاعتداءات الجنسية، إلا أن المجتمع يجعلهم “مرعوبين” من فكرة أن يشكك الزوج في شرفهم ليلة الدخلة.
وأوضحت لنا الدكتورة ماريا، تعرضها لإقبال عدد لا بأس به من الفتيات لإجراء كشف نساء للتأكد من عذريتهم قبل الزفاف، قائلة: “الحاجة الأسوء اللي بواجهها في شغلي أني بلاقي بنات كتير جدًا قبل الفرح بأسبوع أو شهر بلاقيها تيجي وتقولي أنا عايزة أطمن على نفسي بدون ما هي تكون تعرضت لأي حادث اعتداء أو ما شابه أو حتى حادث سقوط ولكن الضغط النفسي على البنات بيخليهم يفكروا يعرضوا نفسهم لكشف مؤلم نفسيًا بطريقة عنيفة ومرفوضة طبيًا وأنا شخصيًا برفض أني أعمله علشان تطمن أنها لا يعبها شيء”.
ضغط أهل الزوج يجعله يأذي زوجته ويكسر فرحتها!
من الأشياء الشائعة في مجتمعنا المصري، هو الضغط الذي يتعرض له الزوج من قبل أهله، وهو الأمر الذي لم يدركه الكثير ولم يتطرق إلى الحديث عنه إلا القليل، ولكن الحقيقة أحيانًا يضطر الزوج لأذى زوجته، بمحاولة فض غشاء البكارة ليلة الدخلة، رغم خوف الزوجة، بل ويحاول إنزال كمية كبيرة من الدماء ليعرض “شرف” زوجته أمام أهله فيصبحوا أكثر إطمئنانًا.
وفي هذا أوضحت لنا أخصائية النساء والتوليد، الضغط النفسي الذي يتعرض له الزوج أحيانًا في هذا الأمر، يجعله يحدث أذى كبير بزوجته: “في مشكلة ممكن يتعرض ليها الأزواج نفسهم وهي أنه ممكن يقول أنا واثق فيها بس يجي يقول أحنا لازم نوري لأهلي الدم علشان نثبت أن هي كانت عذراء علشان يستريحوا نفسيًا.. فلما يبقى جرح صغير أو كمية نزول الدم مش كبيرة ما بيقدرش الزوج يثبت كمية الدم لأهله ووقتها بتحصل المشاكل”.
وتابعت حديثها: “نزول دم كتير معناه وجود جرح عميق في المنطقة وده سعات بيؤدي لتدخل جراحي وتخيط الجرح علشان ممكن الجرح ده يعمل مشاكل للست زي فقدان السيطرة على البول أو البراز”.
واستطردت الطبيبة المختصة، حول أن هناك أغشية بكارة غير سهل فضها، قائلة: “أوقات كتير الغشاء بيكون سميك فمبيكونش سهل فضه بطريقة طبيعية وبنكمل قصه أثناء الولادة الأولى بطريقة جراحية مع شق العجان لتسهيل الولادة”.
تحذير شديد من “الدخلة البلدي”
“أكتر حاجة بنحذر منها هي الدخلة البلدي”.. الدكتورة ماريا حلمي وجهت لنا رسالة تحذير شديدة اللهجة من إتمام ما يعرف بـ”الدخلة البلدي” علينا إيصالها لجميع فتياتنا، ليكون لديهم الوعي الكافي لرفض حدوث هذا بها، فأنتي غير مدركة بأضرارها الوخيمة.
فقد أوضحت أخصائية النساء والتوليد ضرورة الابتعاد عن هذه العملية، قائلة: “ابعدوا عن الدخلة البلدي الموضوع ده خطير وعواقبه شديدة جدًا.. ودلوقتي بقى في بنات بتعمل ده عند دكاترة عن طريق عمل توسيع عند دكتور أو أن الدكتور هو اللي يفض الغشاء”.
وأكملت حديثها بصوت ملئه الصدمة من بشاعة ما يحدث: “للأسف أتكرر على مدار السنين الأخيرة أحداث كتير لبنات مكنش عندها الوعي الكافي بحالة جوزها ومبينزلش دم ليلة الدخلة فيقولوها لازم نروح لدكتور معندوش أمانة يعمل فض للغشاء أو يروحوا لداية تفض الغشاء بأيديها وتعملها دخلة بلدي”.
تابعت لتوضح مصيبة لم تكن في الحسبان: “بعد فترة بتكتشف الزوجة أن الزوج عنده عجز جنسي دائم وأن هو اللي غير قادر على إتمام العلاقة أو فض الغشاء بصورة طبيعية وفي الحالة دي لازم يتعالج الزوج أولًا مش يعملوا كده في الزوجة أو يشكوا في شرفها”.
وأكملت حديثها: “للأسف في بنات كتير بتكون مش فاهمة ايه الصح اللي المفروض يحصل وايه الطبيعي ولما ما بيحصلش نزول دم بيتهموها هي في شرفها وبتكون المشكلة في الزوج أصلًا ولا يتم أثبات الموضوع بأي وضع وبيضيع حقوق بنات كتير أوي بسبب الدخلة البلدي دي”.
واختتمت الدكتورة ماريا حلمي، حديثها معنا بلفت النظر إلى أن هناك عدد كبير من الفتيات تتزوج بعمر صغير جدًا، وهذا يجعلها تتعرض لنزيف أثناء الفض، بشكل كبيرة، وهو ما يسعد عدد كبير من الأزواج، ولكن للأسف قد يؤدي هذا إلى وفاتها، موضحة: “في مشكلة متكررة جدًا وهي أن الفتيات ممكن تتجوز في سن صغير جدًا وبيكون جسمها ضعيف والزوج بيكون جسمه أقوى منها لأنه أكبر منها في السن فبيكون أعنف من مقدرتها”، وتكون سبب فرحة الزوج هي نفسها سبب وفاة الصغيرة المسكينة!