الخميس, نوفمبر 21, 2024

أماكن دعم المرأة

الخريطة التفاعلية لأماكن دعم المرأة

الخميس, نوفمبر 21, 2024

أماكن دعم المرأة جغرافيًا (دعم قانوني- اجتماعي- نفسي-تقني)

Homeتقارير ومقالات"صوت" تتضامن مع أسبوع صحة النساء في السودان.. الوضع كارثي

“صوت” تتضامن مع أسبوع صحة النساء في السودان.. الوضع كارثي

بعد مرور أكثر من عام على اندلاع الحرب في السودان، لم نقول إلا أن الوضع الصحي للنساء السودانيات أصبح في تدهور غير مسبوق، ومع مرور الوقت يزداد الوضع كارثية، ويتطلب لإصلاحه أعوامًا طويلة، وبما إننا في شهر التوعية بالصحة النفسية، فالنساء في السودان تفتقد كافة الحقوق الأساسية الإنسانية، ولهذا وجدت عدد من الحركات النسوية السودانية وغير السودانية، في تسليط الضوء على هذا الوضع الكارثي، أملًا في أن يلتفت إليهم العالم، وقاموا بإطلاق حملة “أسبوع صحة النساء”، في الفترة ما بين 12 إلى 18 مايو الجاري.

كانت حركة “نساء الانتفاضة” بالمشاركة مع “حركة مفراكة”، أول سبيلًا للنور، لمحاولة تعريف العالم بوضع النساء الصحي التي تعيشه كل سيدة سودانية هناك الآن، ونشر الوعي بالمخاطر الحقيقة التي لا تحتمل أي نوع من التخاذل المستمر والتجاهل، وأقل ما نقدمه نحن في مبادرتنا “صوت لدعم حقوق المرأة”، هو التضامن والتكاتف مع تلك الحركات، لنؤكد أن النساء ليست هدفًا في الحروب.

الوضع الصحي للنساء في السودان

ينقسم الوضع الصحي المتدهور للنساء في السودان، إلى عدة أقسام، وكان على رأسها “التجويع”، وهي الأزمة التي اجتاحت البلاد في الفترة الأخيرة، ما أدى لإصابة النساء بفقر كبير في التغذية، وما يشمله من الإصابة بالأمراض ومع استمرار الأزمة، يصل الأمر إلى الهلاك التام.

وكان صندوق الأمم المتحدة للسكان، أصدر بيانًا في شهر أبريل الماضي، بمناسبة مرور عام على اندلاع الحرب في السودان، ووصف أزمة الجوع التي تمر بها السودان بـ “أسوأ أزمات الجوع في العالم”، حيث تواجه أكثر من 1.2  مليون امرأة حامل ومرضع سوء تغذية يهدد صحتهن وحياتهن وحياة أطفالهن.

ووضح البيان أن في إقليم دارفور والخرطوم وكردفان، وهي أكثر المناطق تأثرًا من النزاع، يهدد الموت بسبب المجاعة أكثر من 7000 أم حديثة الولادة في الأسابيع القادمة إذا لم يتمكن من الوصول للمساعدات الطارئة.

ووفقًا للبيان، تتعرض السودان خلال هذه الفترة، لأكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، إذ أن أكثر من 6.6 مليون شخص نزحوا داخل السودان فيما لجأ أكثر من مليوني شخص إلى دول مجاورة، وأغلب النازحين من نساء وفتيات عانو من نقصًا حادًا في الغذاء، بسبب الحرب الدائرة.

وألقى بيان “صندوق الأمم المتحدة للسكان”، الضوء على شكل أخر من تدهور الوضع الصحي للنساء في السودان، وهو تعرض معظمهن إلى جرائم من العنف الجنسي، وبحسب حركة “مفراكة”، خلال حملتهن عن “أسبوع صحة النساء في السودان”، أوضحوا في منشورات لهن عبر حساباتهم الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أنه بحسب التقديرات حول عدد جرائم الاغتصاب في سودان في الفترة الأخيرة، فاق الـ 8000 ألف حالة.

وتابعت “مفراكة”، في حملتها، أن المأساة التي تتعرض لها النساء السودانيات لها فصول آخرى، فوصول الناجيات إلى الرعاية الصحية والنفسية المطلوبة يكاد يكون مستحيلًا في نظام صحي منهار ومع وجود وصمة العار وعدم تمكن عدد كبير من الناجيات من الخروج من مناطق النزاع أو مغادرة السودان مما يعني مضاعفات صحية ونفسية خطرة.

وتشير حركة “مفراكة” إلى أمر في غاية الخطورة، وهو مساهمة النظام القانوني في السودان في عرقلة حصول الناجيات على بروتوكلات الاغتصاب، موضحين: “علينا التنويه إلى أن النظام القانوني في السودان يساهم بعرقلة حصول الناجيات/ين على أدوية بروتوكولات الاغتصاب لأن القانون السوداني لا يجرم الاغتصاب صراحة في مقابل تجريم الإجهاض، ويشترط على الناجيات/ين الحصول على ما يعرف بأورنيك 8 وهو وثيقة يتم الحصول عليها من الشرطة لي/تحصل الناجي/ة على حق الوصول إلى الإجراءات الطبية وهو مما يستحيل فعله خلال هذه الحرب”.

وفي تصريح خاص من سيدة سودانية تعيش هناك، لم ترغب في ذكر اسمها، لمبادرة “صوت لدعم حقوق المرأة”، أوضحت أن الوضع الصحي للنساء في السودان في غاية التدهور، قائلة: “الوضع في السودان سيئ للغاية وما نقدر نقول إلا أن النساء طرف ضعيف في معركة قاسية مسلحة ومفيش أدنى فرصة لتوفير احتياجات أساسية صحية من بداية الحرب وحتى أننا مش عارفين نطلع من البلد زي اللي طلعوا ونجوا بنفسهم قبل سابق”.

وكانت حركة “مفراكة” السودانية، أوضحت أن الدولة السودانية فقدت في الفترة الأخيرة، حوالي 70٪ من بنيتها الصحية مما يعني شبه انعدام أبسط الخدمات الصحية الأولية.

وفي هذا الشأن، تقول حركة “نساء الانتفاضة”، عبر حسابها الرسمي على موقع الصور “إنستجرام”: “لم تعر القوى المتصارعة على الحكم في السودان أي احترام للنفس البشرية ويشنون حربًا ضد أجساد النساء والفتيات بشكل ممنهج إذ ترتكب بحقهن فظائع العنف الجنسي. وحين تكون النساء بأمس الحاجة لخدمات الصحة والحماية، تكون هذه الخدمات غير موجودة في المناطق المتأثرة من الصراع”.

وكانت الدكتورة والإعلامية السودانية “صديقة محمد علي جاد الله”، وصفت عما يحدث للنساء السودانيات في بلادها، في تصريحات خاصة لـ”الجزيرة نت”، قائلة: “الوضع مخزي ومخجل جراء ما يفعله أفراد الدعم السريع من انتهاك لحرمة النساء”، واتهمت الدكتورة “صديقة” في شهادتها، قوات الدعم السريع، بارتكاب انتهاكات وحشية بحق النساء، في المناطق التي يسيطرون عليها ووصفت الوضع الحالي بالخطير جدًا.

معاناة الحوامل في السودان

وخلال حملة “أسبوع صحة النساء في السودان”، سلطت حركة “مفراكة” الضوء على جزء يسير مما تعانيه النساء الحوامل في السودان، موضحين أن هناك أكثر من 219,000 امرأة حامل يواجهن خطر الموت والاغتصاب والولادة غير الآمنة، فقد ذهبت العديد من النساء إلى الولادة بطريقة بدائية وقطع الحبل السري للجنين بآلات حادة قد لا تكون معقمة بالشكل المطلوب في أغلب الأحيان مما يعني مضاعفات خطرة.

هذا مع الأخذ بالإعتبار حال النساء اللواتي هن بحاجة لولادة قيصرية وقد تؤدي الولادة في ظروف صحية سيئة لموتهن أو موت أطفالهن.

وبخصوص أزمة “التجويع” التي تعاني منها النساء في السودان، ولا سيما الحوامل، أوضحت “مفراكة” إن تصاعد حالة الجوع والمجاعة تضع الآلاف من الأمهات الجدد المرضعات تحت خطر سوء التغذية الحاد لهن وأطفالهن.

وأشاروا إلى أن: “الطفولة والأمومة في السودان تحت خطر وتهديد حقيقي، فقد اضطرت العديد من النساء اللواتي ولدن حديثًا للنزوح سيرًا على الأقدام لمسافة طويلة أو الركوب على عربات تجرها الحمير (الكارلو) بعد أن نهبت مليشيات الدعم السريع السيارات وكل أشكال المواصلات تحت تهديد السلاح في كل ولاية تقتحمها وعربات الكارلو بالطبع عربات غير مريحة بالنسبة للإنسان السليم حتى فما بالنا بالمرأة التي ولدت حديثًا”.

وكشفت حركة “مفراكة”، عن الوجه الحقيقي المأساوي التي تعيشه النساء الحوامل في السودان خلال فترة الحرب، قائلة: “هناك حادثة حدثت في ولاية الجزيرة بعد أن اقتحمتها مليشيات الدعم السريع بتاريخ 19 من ديسمبر عام 2023، هذه الحادثة تعرض الوجه الحقيقي للجحيم الذي تعيشه الحوامل والأطفال، فقد ذكرت التقارير أن المليشيات اقتحمت منزل امرأة حامل في الشهر الثالث وبرفقتها إحدى قريباتها وحاولت الإعتداء على القريبة  فلجأت المرأة لضرب أحد أفراد المليشيات بقطعة أثاث ثقيلة لتحمي قريبتها وتلقت في ذات اللحظة طلقات رصاص أنهت حياتها وحياة الجنين الذي في بطنها قبل أن تبدأ حتى!”.

ومن موقعنا هذا، نناشد نحن مبادرة “صوت لدعم حقوق المرأة”، بضرورة انتهاء معاناة الشعب السوداني وخاصة النساء وتحديدًا الحوامل والأمهات منهن، اللاتي هن بحاجة للمساعدة الطارئة الآن، ونجرم الاعتداءات الجنسية على النساء والفتيات، ونوصي بمحاسبة المسؤولين عن الوضع الصحي غير الآمن للنساء السودانيات هناك الآن.

مقالات ذات صلة

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

الأكثر شهرة

احدث التعليقات