دور الدولة في دعم المقبلات على الزواج ومرحلة ما بعد الإنجاب

تعتبر التوعية الصحية للنساء قبل وأثناء الزواج وبعد الإنجاب من الأمور الحيوية التي تؤثر على صحة الأسرة والمجتمع. تلعب المنشأت الطبية والوحدات الصحية دورًا كبيرًا في توفير المعلومات والدعم اللازم للنساء في هذه المراحل الحياتية المهمة. في هذا الموضوع، سنتناول الدور الهام الذي تلعبه هذه الجهات في تعزيز الوعي الصحي للنساء وكيفية تحقيق ذلك بفعالية. وقد أهتم الرئيس السيسي كثيرًا منذ توليه الرئاسة بإطلاق حملات توعوية، بالتعاون مع وزارة الصحة، لفحص المقبلين على الزواج، بالإضافة إلى تنظيم الأسرة، ورعاية السيدة الحامل، أثناء الحمل وبعد الولادة.

أهمية التوعية الصحية للمقبلات على الزواج

• اكتشاف المشاكل الصحية:

تقديم فحوصات طبية شاملة للنساء قبل الزواج يساهم في اكتشاف أي مشاكل صحية قد تؤثر على الحياة الزوجية أو الإنجاب.

• التوعية بالأمراض الوراثية:

توعية النساء بالأمراض الوراثية المحتملة وكيفية التعامل معها يمكن أن يساعد في تجنب المشاكل الصحية في المستقبل.

• التثقيف الصحي:

إقامة ورش عمل ومحاضرات توعوية حول الصحة العامة والجنسية، والتغذية، والعناية بالنفس تساعد النساء على الاستعداد للزواج بشكل أفضل.

• تحسين صحة الأسرة:

تحسين صحة النساء يؤدي إلى تحسين صحة الأسرة بشكل عام وزيادة الإنتاجية، فإن التوعية الصحية تساهم في تقليل معدلات الأمراض المزمنة والمعدية بين النساء والأطفال.

• تحقيق المساواة بين الجنسين:

التوعية الصحية تمكن النساء من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحتهن وصحة أسرهن. كما أن توعية النساء حول صحتهن يساهم في تعزيز دور المرأة في المجتمع من خلال تحسين صحتها وزيادة وعيها بأهمية الصحة العامة.

دور الدولة والمنشأت الطبية في توعية النساء قبل وأثناء الزواج

• أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي، مباردة لفحص المقبلين على الزواج، وذلك بدءًا من فبراير 2023، ووصل عدد حالات الفحص، وفقًا لأحدث إحصائيات في 25 مايو 2024، إلى حوالي 1.843.119.
• كشفت وزارة الصحة والسكان، عن آليات استخراج شهادات فحص المقبلين على الزواج من مراكز وحدات الرعاية الأولية بالقاهرة والمحافظات، حيث يتم ذلك من خلال التوجه لأقرب وحدة صحية من وحدات الفحص المخصصة للمقبلين على الزواج، وأوضحت الوزارة أنه لا يشترط التقيد بوجود الطرف الآخر أثناء الفحص ويجب التأكد من وجود بطاقة الرقم القومي الخاصة بالراغب في استخراج الشهادة وصورة الرقم القومى الخاصة بالطرف الأخر.
• تشمل فحوصات مبادرة فحص المقبلين على الزواج على (التوعية المجتمعية، فحص ما قبل الزواج، التشخيص والعلاج)، كما تستهدف المبادرة إجراء 12 فحصًا طبيًا للأمراض غير السارية، والأمراض المعدية والأمراض المنتقلة جنسيًا، وفصيلة الدم، والأمراض الوراثية، بالإضافة إلى الاستبيان النفسي، والصحة الإنجابية.
• تشجع المنشأت الطبية الحكومية النساء المتزوجات، على القيام بزيارات طبية دورية لمتابعة حالتهن الصحية والتأكد من عدم وجود أي مشاكل صحية.
• إطلاق حملات توعوية تحث على ضرورة الفحوصات الدورية مثل فحص الثدي وفحص عنق الرحم للكشف المبكر عن الأمراض.
• أطلق رئيس الجمهورية، بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان، مبادرة للكشف المبكر عن أورام الثدي، هذه المبادرة تقدم خدماتها المجانية لفحص السيدات من خلال 3538 وحدة صحية على مستوى محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى مشاركة 102 مستشفى، لتقديم الخدمة الطبية للسيدات اللاتي تتطلب حالتهن إجراء فحص متقدم، ويمكن معرفة أماكن تلك الوحدات من خلال الموقع الرسمي للمبادرة بالإضافة إلى تلقي الاستفسارات من خلال الخط الساخن لمبادرة 100 مليون صحة على الرقم 15335.
• أشارت وزارة الصحة والسكان، إلى أن مبادرة الكشف المبكر عن سرطان الثدي، تتبع أحدث البروتوكولات العالمية لعلاج سرطان الثدي، من خلال 14 مركزًا تابعًا للوزارة، بالإضافة إلى تفعيل هذه البروتوكولات في 14 مستشفى تابع للمجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، وذلك لعلاج السيدات بالمجان، ضمن رؤية القيادة السياسية للاهتمام بالصحة العامة للمواطنين، وقد أشار الدكتور أحمد مرسي المدير التنفيذي للمبادرة، في تصريحات إعلامية، أكتوبر 2022، إلى إجراء حوالي 246 ألفًا و990 أشعة ماموجرام، منذ إطلاق المبادرة وحتى نهاية 2022، إلى جانب سحب 21 ألفًا و42 عينة أورام لتحليلها، وتم تقديم العلاج “مجانا” للحالات التي تأكدت إصابتها بسرطان الثدي، وفقًا لأحدث بروتوكولات العلاج العالمية.

دور الدولة والمنشأت الطبية في تقديم الرعاية والتوعية حول الصحة الإنجابية

• أطلقت وزارة الصحة والسكان، حملة “حقك تنظمي” مجانًا لتقديم خدمات الصحة الإنجابية بجميع المحافظات.
• وفقًا لإحصائيات المرحلة الأولى والثانية من حملة “حقك تنظمي”، ففي الإسكندرية تم تقديم خدمات تنظيم الأسرة و الصحة الإنجابية بالمجان بالعيادات الثابتة والمتنقلة لعدد 18 ألفا و962 سيدة، كما حصلت 12 ألفاً و113 سيدة في سن الإنجاب على وسائل تنظيم الأسرة، كما تم ايضاً خلال الحملة تقديم خدمات كشف الباطنة لعدد 3 آلاف و416 مريضًا من الرجال والسيدات وكذلك كشف أطفال لعدد 3 آلاف و160 طفلا من المترددين، وتم عمل أشعة تليفزيونية لـ 3 آلاف و578 سيدة ومتابعة حمل لـ 698 سيدة وكشف نساء لـ 3 آلاف و503  سيدات، كما تم تقديم المشورة إلى 16 ألفا و239 منتفعة فى سن الإنجاب.
• قدمت خدمات تنظيم الأسرة لحوالى 5 آلاف و890 مستفيدة من محافظة الإسماعيلية تم خلالها الكشف على حوالى 3316 منتفعة خلال المرحلة الأولى و2573 منتفعة خلال المرحلة الثانية وحصول 4438 منتفعة على وسيلة تنظيم الأسرة، و1340 كشف نسا ومتابعة حمل.
• قُدمت الخدمة لأكثر من 124 ألف سيدة ضمن فعاليات حملة “حقك تنظمي” بالشرقية، كما تم تقديم خدمات الحملة حول تنظيم الأسرة لحوالي 21 ألف سيدة مجانًا بالمنيًا.
• أبرزت وزارة الصحة والسكان، الجهود المشتركة بين الوزارة وسفارة أمريكا، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، خاصة برنامج “أسرة” الذي تم إطلاقه ويهدف إلى تقديم الدعم والمساعدة الفنية والتدريب لموظفي وزارة الصحة والسكان، لتحسين جودة خدمات ومعلومات الصحة الانجابية ، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتوسيع نطاق الوصول إلى المناطق الريفية والمحرومة، ودمج خدمات الصحة الانجابية في الخدمات الصحية الحالية لرعاية المراهقين والشباب والنساء والرجال.
• تقدم المنشأت الطبية الحكومية في مصر، الرعاية الصحية اللازمة للأمهات بعد الولادة ومتابعة حالتهن الصحية لضمان التعافي السريع.
• تشجع الوحدات الصحية، الأمهات على القيام بفحوصات دورية للأطفال لضمان نموهم الصحي والكشف المبكر عن أي مشاكل صحية.
• تقدم المنظمات الطبية المتخصصة، المعلومات حول فوائد الرضاعة الطبيعية وكيفية القيام بها بشكل صحيح لضمان صحة الأم والطفل، كما تزود الأمهات بنصائح غذائية صحية تساعد في تحسين صحة الأم والطفل خلال فترة الرضاعة.

التحديات التي تواجه التوعية الصحية للنساء قبل وأثناء الزواج وبعد الإنجاب

• نقص الموارد:

نقص التمويل قد يعيق جهود المنظمات الطبية الحكومية، حول التوعية الصحية ويحد من قدرة المنظمات على تقديم الخدمات بشكل كافٍ.

• نقص الكوادر الطبية المدربة:

عدم توفر عدد كافٍ من الكوادر الطبية المدربة يمكن أن يؤثر على جودة الخدمات المقدمة.

• الثقافة والمعتقدات الاجتماعية

بعض المجتمعات قد تكون مقاومة لتلقي التوعية الصحية بسبب المعتقدات الثقافية أو الاجتماعية.

• نقص الوعي:

نقص الوعي بأهمية التوعية الصحية، قبل وأثناء الزواج، يمكن أن يكون عائقًا أمام الوصول إلى جميع النساء المستهدفات.

تلعب المنشأت الطبية والوحدات الصحية دورًا حيويًا في توعية النساء قبل وأثناء الزواج وبعد الإنجاب. من خلال تقديم الفحوصات الطبية الشاملة، التثقيف الصحي، ودعم الصحة النفسية، يمكن لهذه الجهات أن تساهم في تحسين صحة النساء والأسرة بشكل عام. التحديات مثل نقص الموارد والمقاومة الثقافية يمكن تجاوزها من خلال التعاون بين الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية. تحقيق التنمية المستدامة يتطلب التركيز على تحسين صحة النساء وتعزيز دورهن في المجتمع.