الزواج هو مرحلة جديدة ومهمة في حياة الزوجين، حيث يتوقع كلا الطرفين أن تكون هذه المرحلة مليئة بالحب والتفاهم. ولكن، قد تواجه بعض الفتيات مشاكل جنسية في بداية الزواج بسبب نقص الوعي والتثقيف الجنسي، وعدم تحدث الأهل مع بناتهن قبل خطوة الزواج، لتفادي مشاعر الخوف والرهبة، مما يؤثر سلبًا على صحتهن النفسية والجنسية. فقد أوضح تقرير مجلس السكان الدولي لعام 2023، أن حوالي “60% من الأهل يتجنبون مناقشة المعلومات الجنسية خوفًا من “انخراط بناتهم/ن في نشاطٍ جنسي قبل الزواج”، كما يخشى المدرسون/ات مناقشة موضوعاتٍ مثل البلوغ والجنس ووظائف الأعضاء التناسلية وغيرها، مع طلابهم/ن، خوفًا من ردود فعل أولياء أمورهم/ن”، وهذا ما يجعل الفتيات يقدمن على الزواج بجهل تام عن الأمور الجنسية الصحيحة.
حيث تتعرض الكثير من الفتيات في بداية زواجهن، إلى العديد من المشاكل المتعلقة بالعلاقة الجنسة، وإذا كان الزوج غير واعي، قد يشعر بنقص في رجولته ويترجم هذا في شكل عنف وضرب بالإضافة إلى الشك في السلوك، وهو الأمر الذي قد يتطور إلى جريمة قتل في الساعات الأولى بعد الزواج.
أشكال المشاكل الجنسية للنساء في بداية الزواج
- الخجل وعدم الراحة:
تعاني بعض الفتيات من الخجل والحرج أثناء اللقاءات الجنسية الأولى. يؤدي هذا الشعور إلى توتر وقلق قد يؤثر على جودة العلاقة الجنسية، ويحدث هذا لقلة الوعي والتثقيف الجنسي إلى جانب نقص المعرفة بالطرف الآخر.
- عدم المعرفة الكافية بالجسم:
قد تفتقر بعض الفتيات إلى المعرفة التفصيلية حول أجسادهن وأجساد شركائهن، ويؤدي هذا إلى صعوبة في التواصل الجنسي وفهم الاحتياجات والرغبات الجنسية. فتقول “مريم” في مقابلة مع “سمكس” مارس 2024، حول قلة المعرفة بما يحدث خلال فترة الزواج: “كنت واحدة من الفتيات اللاتي لم يُسمح لهن التحدث عن الجنس قبل الزواج، كما كانت والدتي تخبرني بأني سأدرك كل شيء عن الجنس بعد الزواج، مما جعلني استقي معلوماتي من الإنترنت للتعرف على حياتي الجنسية الجديدة التي بدأت بعد الزواج، لكني وقعت ضحية للمعلومات الجنسية المُضللة، التي حصلت عليها من إحدى المجموعات المغلقة على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، والتي يتحدث فيها نساء غير خبيرات عن تجاربهن في الجنس، ما تسبب لي بمشاكل جنسية وصحية هددت سلامتي، وتسببت بتوتر كبير في علاقتي بزوجي.
- الخوف من الألم:
تخشى بعض الفتيات من الألم المحتمل خلال الجماع الأول، يمكن أن يتسبب هذا الخوف في تجنب الجماع أو تجربة ألم فعلي نتيجة للتوتر.
- الضغوطات النفسية:
تتعرض الفتيات للعديد من الضغوط النفسية مثل توقعات المجتمع والعائلة، تؤدي هذه الضغوط إلى شعور بالقلق وعدم الراحة أثناء العلاقة الجنسية.
- التوقعات غير الواقعية:
يكون لدى بعض الفتيات توقعات غير واقعية عن الجنس نتيجة للمعلومات المغلوطة أو المشاهدات الإعلامية، يمكن أن تؤدي هذه التوقعات إلى خيبة أمل وتوتر. وتقول “سارة” في مقابلة مع “سمكس” في مارس 2024، في هذا الشأن: “تأثرت كثيرًا بالمعلومات الخاطئة التي حصلت عليها من إحدى المؤثرات عبر وسائل التواصل، والتي زعمت أنها مُتخصصة في مجال الصحة الجنسية، معلومات مثل مدة العلاقة، والفترة المطلوبة بين كل علاقة جنسية وأخرى، وحجم العضو الذكري، جعلتني أشعر بعدم الرضا في علاقتي بزوجي لمدة عشر سنوات، وأوصلتنا بالفعل إلى حافة الانفصال”.
تأثير المشاكل الجنسية على الصحة النفسية والجنسية
- القلق والاكتئاب:
تسبب المشاكل الجنسية شعورًا بالقلق المستمر والاكتئاب، مما يؤثر على الحياة اليومية والعلاقة مع الشريك.
- انخفاض الثقة بالنفس:
تعاني الفتيات من انخفاض في الثقة بالنفس نتيجة للشعور بعدم الكفاءة الجنسية.
- تجنب العلاقات الجنسية:
قد تتجنب الفتيات العلاقات الجنسية خوفًا من الفشل أو الألم، مما يؤثر على جودة العلاقة الزوجية.
- تدهور العلاقة الزوجية:
تتسبب المشاكل الجنسية في تدهور العلاقة الزوجية نتيجة لعدم الرضا الجنسي والتوتر المستمر.
كيفية التغلب على المشاكل الجنسية لدى النساء في أول الزواج
- التثقيف الجنسي:
من الضروري توفير التثقيف الجنسي الصحيح للفتيات قبل الزواج لفهم أجسادهن وكيفية التعامل مع العلاقات الجنسية.
- التواصل المفتوح مع الشريك:
يجب على الفتيات التحدث بصراحة مع شركائهن حول مخاوفهن واحتياجاتهن الجنسية.
- الاستشارة النفسية:
يمكن أن تساعد الاستشارة النفسية في التعامل مع القلق والخجل وتحسين الصحة النفسية والجنسية.
- التمهل والتفهم:
يجب على الزوجين التمهل والتفهم والتعاون لتجاوز أي مشاكل جنسية تواجههما في بداية الزواج.
ختامًا، المشاكل الجنسية في بداية الزواج هي تجربة شائعة بين العديد من الفتيات، ويمكن التغلب عليها من خلال التثقيف الصحيح والتواصل المفتوح والدعم النفسي. من المهم أن يتفهم الزوجان أن هذه المرحلة تتطلب وقتًا وصبرًا لبناء علاقة جنسية صحية وممتعة.