الاعتداءات الجنسية من الأقارب.. الثمن موت الضحية أو تزويجها رغمًا عنها!

إلى متى تظل الضحية هي وحدها من يدفع ثمن غلطات الآخرين، بل ثمن جرمهم معها هي نفسها. ففي الآونة الأخيرة تزايدت ظاهرة الاعتداءات الجنسية من الأقارب على النساء، بمختلف أعمارهن، وعادةً ما تكون الضحية في عمر صغير، حيث يستغل الجاني حداثة عمرها، وعدم إدراكها الكافي، ويرغمها على ممارسة الأفعال الجنسية المُشينة وسط صراخ منها لعل أحدًا يمسعها ويساعدها في محنتها.

ويكون الثمن دائمًا إما موت الضحية، أو إصابتها إصابة بالغة نتيجة للاغتصاب، أو تعرضها للطعن دفاعًا عن نفسها، ويتفاقم الأمر عندما يرى الأهل أن الأحل الأمثل هو تزويج الفتاة من قريبها الذي هو أولى منها بالغريب، لتعيش الفتاة الباقي من عمرها تعيسة إن لم تكن قد توفت في الحال نتيجة للاعتداء.

منذ عام تقريبًا صدر حكم بالإعدام على شاب حاول الاعتداء الجنسي على ابنة خاله، وعندما حاولت الدفاع عن شرفها، قام بقتلها. وفي واقعة آخرى تم الحكم فيها بالمؤبد على المتهم بمواقعة ابنة خاله ومعاشرتها جنسيًا رغمًا عنها، مما أسفر عن فض غشاء بكارتها، والتسبب في نزيف حاد وقطع بمنطقة العجان.

التفاصيل الكاملة لواقعة اعتداء شاب على ابنة خاله بالبراجيل

أصدرت محكمة جنايات الجيزة، يوم 4 أكتوبر 2022، حكمها على المتهم “أندرو”، بقتل ابنة خاله “أمل” بعد محاولة الاعتداء جنسيًا عليها، بالإعدام شنقًا له بعد تصديق مفتي الجمهورية على قرار إعدامه.

وكان من الغريب طريقة استقباله للحكم، حيث استقبله بحالة من اللامبالاة وعدم الاهتمام للحكم، وكأنه لم يتوقع أن فعلته ستقوده إلى حبل المشنقة.

وكانت الواقعة في شهر فبراير 2022، عندما قام المجرم بطلب إقامة علاقة جنسية مع ابنة خاله، وعندما رفضت طلبه وحاولت الاستغاثة، قام بإظهار السكين وهددها بها، وأجبرها على خلع ملابسها، لكن قبل أن يعتدي عليها، شاهد قدوم شقيقها من خلال شاشات كاميرات المراقبة الموجودة في المنزل، والذي اعتبرته الطفلة البريئة أنه هو طوق النجاة، وفور أن صرخت باسم شقيقها، حتى استقرت السكين في جسدها.

وقد أحالت النيابة العامة المتهم بقتل ابنة خاله في مركز أوسيم إلى محكمة جنايات بالجيزة، وخلال تحقيقات النيابة خلال فبراير 2022، قال المتهم إنه كانمعجب بابنة خاله، قائلًا: “كانت عاجباني، وقررت أعمل معاها علاقة”.

واقعة فتاة البدرشين التي تم الاعتداء عليها جنسيًا من ابن عمتها

في 26 ديسمبر 2022، حدثت واقعة مأساوية جديدة، حيث قام المتهم “عبدالرحمن.ع”، طالب ومقيم بالبدرشين، بمواقعة ابنة خاله الصغيرة “س.ع” بغير رضاها بأن صغر سنها وقلة وعيها، وتواجدها بمفردها بمسكنها وما أن ظفر بها حتى حسر عنها ملابسها واعتدى عليها وفض غشاء بكارتها، بل وأحدث تمزق شديد بمنطقة العجان أسفر عنها نزيف حاد.

وثبت بتقرير الطب الشرعي، في القضية رقم 21636 لسنة 2022 جنايات البدرشين، المقيدة برقم 6275 لسنة 2022 كلي جنوب الجيزة، أنه بتوقيع الكشف الطبي على المجني عليها تبين إصابتها بتمزق بمنطقة العجان، وتم إجراء غرز جراحية لها وأن إصابتها جائرة الحدوث من الإعتداء عليها البالغ بالكيفية والتاريخ ووفق التصوير الواردين في تحقيقات النيابة العامة، وبفحص ثيابها تبين أن بها تلوثات وبفحصها عثر على بقايا تتطابق بصمتها الوراثية مع البصمة الوراثية للمتهم.

أوضحت المجني عليها خلال التحقيقات، أنها كانت متواجدة يوم الواقعة داخل منزل أسرتها برفقة شقيقتها الصغرى بمفردهن، حيث خرج والدها للعمل، وفوجئت بالمتهم نجل عمتها يفتح الباب عليها، ثم اصطحب شقيقتها إلى غرفة النوم المتواجدة في الشقة وتركها بالداخل وأغلق عليها الباب، ثم خرج إليها، لتحاول حينها الاستغاثة، ولكنها رأت أمامها المتهم يقوم بحسر بنطالها عنها وطلب منها تنفيذ أوامره، ولكنها رفضت ذلك فقام بحملها بيديه عنوة وألقاها ثم حسر ملابسها عنها وجثا عليها من خلفها ثم اعتدى عليها، وأثناء ذلك كمم فاهها فأحدث بها الإصابات والنزيف الموصوف بالتقرير الطبي.

وأكملت حديثها خلال التحقيقات، موضحة أن ابن عمتها بعد أن فعل فعلته تركها في الشقة وغادر، وحين عاد والدها شاهدها غارقة في دمائها وبسؤالها عما حدث سردت له ما اقترفه ابن شقيقته، فقام بالذهاب بها إلى المستشفى لإسعافها فأخبره الطبيب بأن المجني عليها فقدت عذريتها، وتم التدخل الجراحي لإيقاف النزيف الذي تعرضت له، وبعدها قام والدها بتقديم الملابس الملطخة بالدماء إلى المباحث.

وقال المتهم في التحقيقات، أنه تحصل على المفتاح الخاص بشقة خاله من والدته خلسة، وظل يترصد حتى علم بالمواعيد التي يغيب فيها خاله عن المنزل، وحدد يوم الواقعة وخرج من منزله باتجاه منزل خاله، وقام بفعلته الدنيئة.

كانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، بإشراف اللواء “هـ.أ.ا” مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة، ألقت القبض على المتهم بمواقعة نجلة خاله في مدينة البدرشين بدون رضاها وتحرر المحضر اللازم وقررت النيابة حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وتجدد الحبس، حتى حكم عليه اليوم 7 أكتوبر 2023 بالسجن المؤبد عما أسند إليه من اتهامات.

وبعد تزايد أعداد العنف والاعتداءات الجنسية على الفتيات من أقاربهن، نجد أن الحل الأمثل هو سرعة الموافقة على قانون العنف الموحد المقدم للبرلمان المصري، الذي يفرد موادًا بعينها لحماية النساء من العنف المنزلي، الذي يتضمنه العنف الجنسي بشكل عام ومن الأقارب بشكل خاص.