كتب: روضة إبراهيم
من ضمن أشكال بيع المرأة هو الزواج الصيفي السياحي، المربوط بمدة زمنية معينة، بغرض الحصول على منفعة من الآخر، إما شهوانية أو مالية. وهذا النوع من الزواج لا يؤدي إلى تأسيس أسرة، بل بالعكس يعمل على بناء مجتمع خائر متزلزل غير متماسك، وهو ما نرفضه ونناشد بالتصدي له، لنعلي قيمة المرأة وشأنها في المجتمع، فالمرأة ليست وسيلة لكسب المال، ولا يمكن للآباء وأولياء الأمور استغلالها.
ولابد أن نعلم أن من شروط الزواج المعتبرة شرعًا، أن يكون مؤبدًا لا مؤقتًا، وأن الشريعة جاءت بالنهي عن كل زواج لا تتحقق فيه معاني الزوجية، والاستقرار النفسي الأسري.
ما هو الزواج الصيفي؟
أو الزواجي السياحي المؤقت، والمقصود به هو أن يتزوج رجل بامرأة خلال مدة سفره إلى بلد أو مدينة ما، وفي نيته المصاحبة لهذا الزواج أن يكون مؤقتًا لفترة زمنية معينة، بنية الاستمتاع بها، حيث لا يستمر مع زوجته لفترة طويلة، بل يبقيها في عصمته مدة بقائه في ذلك البلد، طالت أم قصرت، ثم ينفصل عنها، وتكون السيدة على علم مسبق بذلك. وعادةً لا ينتج عن مثل هذا الزواج أبناء.
أسباب انتشار الزواج الصيفي
هناك أسباب متعلقة بولي أمر الفتاة، وآخرى بالرجل بمفرده، ومنها ما يتعلق بالفتاة. فنجد أن هناك أهالي توافق على تزويج بناتهن بما يعرف بالزواج الصيفي لفترة زمنية مؤقتة، وتجبرهن على ذلك رغمًا عنهن، وهذا ما أدى لانتشار مثل هذا النوع من الزواج القهري، ويرجع ذلك لعدة أسباب أهمها:
- انخفاض مستوى المعيشة، مما يدفع الفتيات إلى قبول مثل هذا الزواج.
- رغبة الأهل في أن تعف بناتها وتصونهن، وذلك ناتج عن زيادة الجهل.
- ارتفاع نسبة العنوسة في بعض البلدان، والتي قد تدفع الأهالي للموافقة على تزويح بناتهن بأي شكل حتى وإن كان لفترة زمنية معينة فقط.
- جشع أولياء الأمور بالأموال التي تغريهم بالتضحية ببناتهم.
- رغبة الشباب في الحصول على المتعة خلال مدة سفرهم، مع حرصهم على الابتعاد عن ممارسة الزنا.
- غلاء المهور الذي يصرف الشباب عن زواج الفتيات مما يؤدي إلى قلقهن من طول فتة الانتظار ويجعلهن يستعجلوا الموافقة بمن يتقدم للزواج، حتى وإن كان زواج مؤقت.
- الأحلام والأماني والرغبات الوهمية عند الفتيات بالزواج من المغتربين في الخارج.
- عدم تصدي المجتمع والجهات الحكومية لمثل هذا الزواج، مما ساعد على انتشاره.
آثاره الجانبية على المرأة
بالتأكيد للزواج الصيفي السياحي المؤقت آثار جانبية على المرأة، فهو يعرضها لمخاطر صحية ونفسية على المدى البعيد، ومن مخاطره:
- التضحية بالحمل رغبةً منها أو من الزوج، واختيار طريق الإجهاض، فهو زواج غير مستمر.
- تعرض النساء للشعور باليأس والإحباط بعد خيبة أملهن من هذا الزواج.
- الانعزال عن المجتمع لشعورها بأنها ليست كباقي نساء جيلها، لها الحق في أن تنعم بزواج مستمر وتكوين أسرة.
- الشعور بالندم بعد إغرائها بالموافقة على مثل هذا الزواج المؤقت، لتفيق بعد ذلك على الحقيقة المُرة.
توصيات وطرق مواجهة المجتمع لهذه الظاهرة
للقضاء على مثل هذه الظاهرة التي تساهم في هدم المجتمع والبعد عن بناء الأسر، هناك عد توصيات يجب العمل بها:
- توعية الفتيات من قبل المبادرات النسوية والجهات الحكومية، بأن لا ينبهرن بالإغراءات الكاذبة للزواج الصيفي السريع، وأن يكون همهن الأكبر هو الزواج المستمر الأكثر استقرارًا.
- توعية المجتمع بشتى الوسائل ومن وسائل الإعلام، وتحذيرهم من مثل هذه الأفكار المندسة.
- الإسراع بإبلاغ الجهات المختصة بهؤلاء الأشخاص الذين يحرضوا على الزواج الصيفي، أو الذين كانوا أحد أطرافه.
- ضرورة توعية أولياء الأمور بمستقبل هذا الزواج لبناتهن من الأجانب.
- على المأذون الشرعي عدم الموافقة على تزويج هؤلاء الأشخاص، إن تأكد من نيتهم في الزواج المؤقت، إلا بعد إشعار من الجهات ذات الاختصاص في الدولة، للحفاظ على كرامة المرأة ومصلحتها.
- قيام المُشرع بسن قوانين تجرم الزواج المؤقت، لترهيب فاعليها وردع مثل هذا الفعل من الأساس.