كتب: روضة إبراهيم
عندما تسمع أن هناك انتهاكات تحدث للنساء أثناء الولادة تتعجب من الأمر. فالمرأة في هذا الوقت تكون في أضعف حالتها فكيف يمارس عليها العنف؟ ونجد أن عدد كبير من النساء يواجهن العنف في المستشفيات أثناء الولادة وهو ما يعرف بمصطلح “العنف التوليدي”، بالصمت، ظنًا منهم أن هذه الممارسات تعد أمرًا طبيعيًا، وهذا ما سوف نوضحه في الموضوع التالي لتوعية النساء بما هو مباح وغير مسموح في الولادة.
تعريف العنف التوليدي
يقصد بمصطلح العنف التوليدي هو تعرض النساء الحوامل لأنواع مختلفة من العنف والاساءة أثناء عملية الولادة، من أهمال، أو اعتداء جسدي، أو عدم الاحترام للحامل أثناء الولادة، بالإضافة إلى الإهانات اللفظية والتمييز على أساس العرق أو الحالة الاجتماعية والاقتصادية. ويعد هذا أحد أنواع العنف ضد المرأة وانتهاكًا لحقوقها.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد قامت بدراسات أثبتت فيها أن العنف التوليدي هي مشكلة عالمية تعاني فيها النساء من اساءة أو معاملة مُهينة أو اهمال أثناء الولادة في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية، وهو يعد أحد أنواع الاتجار بالبشر.
أشكال العنف التوليدي
هناك أكثر من شكل للعنف التوليدي الذي يمارس على النساء الحوامل في المستشفيات أثناء عملية الولادة، وأهمها اهمال الحوامل وتعرضهم للألم بدون داعي. ومن هذه الأشكال الآتي:
- الولادة القيصرية بدون داعِ طبي، واجبارهن عليها.
- الانتهاكات الجسيمة للخصوصية، خاصةً في المستشفيات الحكومية.
- الإهانات اللفظية.
- العنف النفسي، والاستخفاف بآلامهن.
- اهمال المرأة اثناء الولادة وتركها تعاني من مضاعفات يمكن أن تهدد بحياتها.
- الاعتداء البدني السافر.
- اجبار النساء على القيام بفحص الفرج المهبلي بدون الحاجة إلى ذلك، أو تكرار ذلك بدون داعي.
- تعرض النساء للكشف المهبلي بدون ساتر.
- رفض أعطاء أدوية لتقليل الألم أو نقص الموارد في المستشفيات، وترك النساء تعاني.
- تعرض عدد كبير من النساء لشق العجان دون الاستأذان والموافقة.
- تضيق المهبل بشكل مبالغ دون الموافقة.
- استخدام “الأوكسيتوسين” وهو هرمون منشط يسبب انقباضات متتالية في الرحم مشابهة لتلك التي تحدث في الولادة الطبيعية، لتحفيز الولادة، وله آثار مضادة على الصحة ويجب استخدامه بحذر وفي حالات معينة.
- احتجاز النساء ومواليدهن في المرافق الصحية بعد الولادة لحين دفع المال.
وأخيرًا علينا أن نخبركم أنه يمكن للنساء التي تعرضن لمشكلة الاساءة والعنف التوليدي التوجه إلى قسم الشرطة وتقديم بلاغ مرفق بالمستندات المثبت فيها الخطأ المهني، وأوراق العلاج، وكل ما يخص الحالة، مع تقديم شكوى في وزارة الصحة، لكنهن عادةً ما يواجهن صعوبة في إثبات حدوث الانتهاك، الذي يتم عادةً من دون دليل أو شهود، وبالتالي يمر الأمر من دون محاسبة. وينبغي على المبادرات والمنظمات الحكومية وغيرها أن تعزز وترفع الوعي بحقوق الصحة الجنسية والإنجابية داخل المجتمع بدايةً من المدارس.