الجمعة, سبتمبر 20, 2024

أماكن دعم المرأة

الخريطة التفاعلية لأماكن دعم المرأة

الجمعة, سبتمبر 20, 2024

أماكن دعم المرأة جغرافيًا (دعم قانوني- اجتماعي- نفسي-تقني)

الرئيسيةتقارير ومقالاتفي اليوم العالمي للوقاية من الغرق.. سببًا رئيسيًا لوفاة الماهجرين/ات

في اليوم العالمي للوقاية من الغرق.. سببًا رئيسيًا لوفاة الماهجرين/ات

يُعد اليوم العالمي للوقاية من الغرق مناسبة سنوية، حيث يتم الاحتفال بهذا اليوم في 25 يوليو من كل عام منذ عام 2021، ويهدف إلى زيادة الوعي بأهمية الوقاية من حوادث الغرق وتعزيز التدابير الوقائية للحد من وقوع حوادث الغرق. والغرق يُعد واحد من بين الأسباب الرئيسية للوفيات العرضية على مستوى العالم، ولذلك فإن التوعية والتثقيف حول هذه القضية الحيوية أمر بالغ الأهمية، وفي هذا اليوم تتضافر الجهود العالمية للتأكيد على أهمية التدابير الوقائية والتعليمية لحماية الأفراد من هذا الخطر القاتل.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية أن الغرق أحد الأسباب الرئيسية العشرة للوفاة بين الأطفال من الفئة العمرية 1-24 عامًا. ويحدث أكثر من 90 في المائة من حالات الغرق في الأنهار والبحيرات والآبار وصهاريج المياه المنزلية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، مع تأثير غير متناسب على الأطفال والمراهقين في المناطق الريفية.

وفي مصر يصعب حصاد أعداد الغرقى في المصايف، وذلك لقلة البيانات الرسمية، ولكن بالإطلاع على الأخبار المتكررة، نلاحظ زيادة في أعداد الوفيات الناتجة عن الغرق في المدن الساحلية خاصة مدينة الإسكندرية، حيث تتصدر  شواطئ الإسكندرية القائمة بعدما أُطلق على أحد شواطئها لقب “شاطئ الموت”، تليها منطقة الساحل الشمالي التي شهدت عددًا كبيرًا من وقائع الغرق.

أهمية تسليط الضوء على اليوم العالمي للوقاية من الغرق

  • زيادة الوعي حول مخاطر الغرق:

الغرض الرئيسي من اليوم العالمي للوقاية من الغرق هو زيادة الوعي حول المخاطر المرتبطة بالماء. الغرق يمكن أن يحدث بسرعة وبدون سابق إنذار، ولذلك من الضروري أن يكون الجميع مدركين لمدى خطورته، خاصة بين الأطفال والنساء والفئات الضعيفة. هذا اليوم يساعد على نشر المعلومات الأساسية حول كيفية تجنب حوادث الغرق والتصرف في حالات الطوارئ.

  • التوعية بطرق الوقاية:

الاحتفاء بهذا اليوم يعزز من أهمية تعلم طرق الوقاية من الغرق. يتضمن ذلك تعلم السباحة، استخدام وسائل السلامة مثل سترة النجاة، والالتزام بالقواعد والإرشادات عند التواجد في المسطحات المائية. التوعية تشمل أيضًا تعليم الأطفال والمراهقين القواعد الأساسية للسلامة في الماء.

  • تعزيز دور المجتمعات المحلية:

المجتمعات المحلية تلعب دورًا محوريًا في الوقاية من الغرق. تسليط الضوء على اليوم العالمي للوقاية من الغرق يشجع على تنظيم الفعاليات والبرامج التثقيفية التي تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي. يمكن أن تشمل هذه الفعاليات مسابقات السباحة، دورات الإسعافات الأولية، وورش عمل حول السلامة المائية.

  • دعم الجهود الحكومية والمنظمات غير الحكومية:

اليوم العالمي للوقاية من الغرق يدعم الجهود التي تبذلها الحكومات والمنظمات غير الحكومية للحد من حوادث الغرق، وخاصةً الناتجة من الهجرة وعمليات النزوح المستمرة في عدد كبير من البلاد بسبب كثرة الصراعات والحروب. هذه الجهات غالبًا ما تقوم بإطلاق حملات توعوية، بالإضافة إلى توفير دورات تدريبية، وتطوير سياسات وقائية تهدف إلى تعزيز سلامة الأفراد في المياه. الاحتفال بهذا اليوم يسلط الضوء على هذه الجهود ويشجع على دعمها وتوسيع نطاقها.

  • تشجيع البحث والدراسات:

الاحتفال بهذا اليوم يحفز على إجراء المزيد من البحوث والدراسات حول أسباب الغرق وطرق الوقاية منه. فهم الأسباب الأساسية وراء حوادث الغرق يمكن أن يساعد في تطوير استراتيجيات أكثر فعالية للحد منها. كما يمكن أن تساهم نتائج هذه البحوث في تحسين برامج التعليم والتوعية.

  • نشر قصص النجاة والإلهام:

اليوم العالمي للوقاية من الغرق يوفر منصة لنشر قصص النجاة والإلهام التي يمكن أن تكون بمثابة دروس للآخرين. هذه القصص تعزز من أهمية الوعي والتدابير الوقائية، وتظهر كيف يمكن للتدخل السريع والمعرفة الكافية أن تنقذ الأرواح.

  • التركيز على الفئات الأكثر عرضة:

بعض الفئات مثل الأطفال، النساء، كبار السن، والأشخاص الذين لا يعرفون السباحة هم الأكثر عرضة لخطر الغرق. الاحتفال بهذا اليوم يساعد على تسليط الضوء على أهمية توفير تعليم السباحة لهذه الفئات وتوفير الحماية اللازمة لهم عند التواجد في الماء.

ارتفاع نسبة غرق المهاجرين/ات وفق للإحصائيات

يوضح أحدث تقرير للمنظمة الدولية للهجرة، والذي تم طرحه في 26 مارس 2024، بعنوان “عقد من توثيق وفيات المهاجرين”، أن الغرق سبب رئيسي لوفاة الماهجرين/ات من الجنسين، خلال العشر سنوات الماضية، حيث أنه وفق للإحصائيات الدولية التي نشرتها المنظمة الدولية للهجرة، ما يقرب من 60 في المائة من الوفيات الموثقة أثناء الهجرة مرتبطة بالغرق، مع وجود أكثر من 27,000 حالة وفاة في البحر الأبيض المتوسط وحده، وهو الطريق الذي يسلكه العديد من المهاجرين/ات من شمال إفريقيا  إلى جنوب أوروبا.

وقد سجلت منظمة الهجرة الدولية، أكثر من 63 ألف حالة وفاة أو فقدان لمهاجرين في أنحاء العالم منذ 2014، أكثر من نصفهم ماتوا غرقًا، وقد تعذر التعرف على أكثر من ثلثي الأشخاص الذين تم توثيق وفاتهم في إطار مشروع “المهاجرين المفقودين”، وهذا وفق لما أوضحته منظمة الأمم المتحدة، وهو وضع مؤلم لعائلات الضحايا.

ويعتبر مشروع “المهاجرين المفقودين” هو قاعدة البيانات العالمية الوحيدة المفتوحة بشأن الوفيات والاختفاءات بين المهاجرين/ات، حيث يجمع المعلومات على نطاق واسع من مصادر متعددة، بما في ذلك المصادر الحكومية الموثوقة ومسؤولي الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني.

ويوضح تقرير المنظمة الدولية للهجرة، أن واحد من كل ثلاث حالات وفاة للمهاجرين/ات تحدث خلال محاولات الفرار من النزاع، ويشدد التقرير على ضرورة تعزيز قدرات البحث والإنقاذ لإنقاذ الأرواح في البحر، كما يشدد على أهمية العمل مع الحكومات لتسهيل طرق الهجرة الأكثر أمانًا.

وقد أشارت منظمة الأمم المتحدة في مارس 2024، إلى أن عام 2023 هو العام الأكثر دموية منذ بدأت منظمة الهجرة جمع هذه البيانات، وذلك بسبب وفاة أكثر من 8500 شخص حول العالم  أثناء محاولتهم  الهجرة، وكان من أبرز حوادث الغرق في هذا العام، كان في يونيو الماضي، حيث وقع أحد أسوأ حوادث الغرق في الشرق المتوسط في السنوات الأخيرة، قبالة سواحل اليونان عندما انقلب زورق صيد أبحر من ليبيا وعلى متنه ما يصل إلى 750 شخصًا، نجا 104 أشخاص فقط، وتم العثور على 82 جثة.

وبالنسبة لوفاة النساء بسبب هجرتهم من بلد لآخرى، تقول “أوغوتشي دانيلز”، نائبة المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، في أحدث تصريحاتها ف مارس 2024، أنه: “على الرغم من فقدان العديد من الأرواح والتي لا تزال هوياتها مجهولة، فإننا نعلم أن ما يقرب من 5,500 امرأة لقت حتفها على طرق الهجرة خلال السنوات العشر الماضية، وأن عدد الأطفال الذين تم التعرف عليهم يبلغ حوالي 3,500 طفل. إن الخسائر التي لحقت بالأفراد وأسرهم تحثنا على تحويل الاهتمام بالبيانات إلى عمل ملموس”.

وقد حذرت الأمم المتحدة، في أحدث تقاريرها هذا العام، من أن أعداد ضحايا الغرق في عام 2024 حتى الآن غير مطمئنة.

ختامًا، فإن تسليط الضوء على اليوم العالمي للوقاية من الغرق ليس مجرد يوم تذكاري، بل هو نداء عالمي للعمل والتعاون لحماية الأرواح. من خلال زيادة الوعي، التعليم، ودعم الجهود المجتمعية والحكومية، يمكننا جميعاً المساهمة في الحد من حوادث الغرق وإنقاذ العديد من الأرواح. لنجعل من هذا اليوم فرصة للتعلم والتغيير، ولنعمل معًا نحو مستقبل أكثر أمانًا في المياه.

إن الوقاية من الغرق مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود من جميع أفراد المجتمع. إن توعية الناس بأهمية هذه القضية وتدريبهم على اتخاذ التدابير الوقائية يمكن أن ينقذ العديد من الأرواح ويقلل من حوادث الغرق بشكل كبير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليق

Please enter your comment!
Please enter your name here

الأكثر شهرة

احدث التعليقات