الخميس, نوفمبر 21, 2024

أماكن دعم المرأة

الخريطة التفاعلية لأماكن دعم المرأة

الخميس, نوفمبر 21, 2024

أماكن دعم المرأة جغرافيًا (دعم قانوني- اجتماعي- نفسي-تقني)

Homeتحت الضوءممارسة العنف الأسري كحق تأديب للأبناء: جريمة لا يراها القانون!

ممارسة العنف الأسري كحق تأديب للأبناء: جريمة لا يراها القانون!

كتب: روضة إبراهيم

عادةً ما يكون مبرر ممارسة العنف الأسري والإيذاء البدني والنفسي من الأهالي على الأطفال والمراهقين/ات، بدعوى التأديب وتصحيح السلوك، وفي بعض الأحيان يفضي ذلك إلى الموت، فيكون ذلك مخرج قانوني قوي لجرائم العنف الأسري التي لم تدرج في قانون خاص بها في القوانين المصرية حتى الآن، فالجميع يعتبر أن الأهالي لديهم الحق في تربية أبنائهم بالطريقة التي يرونها مناسبة، حتى ولو كان بالتعذيب الذي يؤدي إلى فقد أحد أبنائهم، فالقانون لا يرى هذا التأديب جريمة!

متى يكون تأديب الأطفال عنف أسري؟

يعرف العنف الأسري إصطلاحًا بأنه هو إلحاق الأذى بين أفراد الأسرة الواحدة، كعنف الزوج ضد زوجته، وعُنف الزوجه ضد زوجها، وعنف أحد الوالدين أو كلاهما اتجاه الأولاد، أو عنف الأولاد اتجاه والديهم، أو عنف الأقارب من الدرجة الأولى تجاه الأبناء. حيث يشمل هذا الأذى الاعتداء الجسدي، أو النفسي، أو الجنسي، أو التهديد، أوالإهمال، أو سلب الحقوق من أصحابها، وعادةً ما يكون المُعنِّف هو الطرف الأقوى الذي يُمارس العنف ضد المُعنَف الذي يُمثّل الطرف الأضعف.

ووفقًا لهذا التعريف، فإن التعسف في تأديب الأهالي لأبنائهم بطريقة عنيفة تصل إلى الضرب والتعذيب أو التعنيف اللفظي، تعد أحد أهم أشكال العنف الأسري، وما يحدث يعد جريمة متكاملة الأركان.

مظاهر العنف الأسري

إن هناك عدة أشكال لتصحيح سلوك الأبناء من قبل الأهالي، يعد عنف أسري، وفي السطور التالية سوف نوضح أشكال العنف الأسري:

  • الإيذاء اللفظي: يحدث عن طريق أن يوجه المعتدي إلى المعتدى عليه ألفاظًا بذيئة وعبارات مسيئة تحط من قدره أو تنال من شرفه، كسب الأهالي لأولادها، وقد يتخذ الإيذاء اللفظي صورة من صور الإكراه، حيث يهدد الشخص شخصًا آخر بإتلاف ممتلكات يعتز بحيازتها.
  • الإيذاء البدني: هو أكثر أشكال العنف الأسري خطورة، وهو يأخذ شكل الاعتداء بالضرب سواء من دون أن يحدث أضرار جسيمة بجسم المعتدي عليه كالصفع على الوجه، واللكم، والركل بالقدم، أو أن يحدث أضرار جسمانية كالإصابة بالجروح أو الكسور أو الحروق، والتي قد تتطور إلى التعذيب الذي يفضي إلى الموت.
  • الإيذاء الاجتماعي: ويكون في صورة فرض العزلة الاجتماعية على أحد الأبناء، مثل: حظر خروج الابن/ة من المنزل للذهاب إلى المدرسة، أو للخروج مع الأصدقاء, أو تقييد حركة الأبناء في حيز مكاني معين يمنعهم من الاختلاط بأبناء الجيران، أو أقرانهم من الأقارب.
  • العنف الرمزي أو التسلطي: يسميه علماء النفس بهذا الاسم، وذلك للقدرة الذي يتمتع بها الفرد الذي هو مصدر هذا النوع من العنف, ويتمثَّل هذا النوع من العنف الأسري في استخدام طرق رمزية تحدث نتائج نفسية وعقلية واجتماعية لدى الموجه إليه، ويشمل هذا النوع من العنف على احتقار الأبناء، أو توجيه الإهانة إليهم، وازدرائهم، كالامتناع عن النظر إلى الابن/ة واحتقارهم بتعابير وجه أكثر احتقارًا وكراهية.

ضحايا العنف الأسري وتصحيح السلوك

هناك العديد من الأبناء يقعن ضحايا العنف الأسري بشكل يومي تقريبًا، فدائمًا ما نسمع عن جرائم تدخل تحت إطار العنف المبالغ فيه، بالصحف المصرية، وكان أخر هذه الجرائم التي أحدثت جلل في الشارع المصري، كانت في أواخر شهر سبتمبر الماضي:

  • أب يعذب طفلته حتى الموت بالدقهلية.. عمرها عام ونصف:

قام أب بتعذيب طفلته البالغة من العمر عام ونصف، إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة بإصابتها، في قرية الشبول مركز المنزلة بالدقهلية. فقد استقبلت مستشفى المنزلة الطفلة سلسبيل إبراهيم محمد، عمرها عام ونصف، جثة هامدة وبها آثار تعذيب مصابة بكدمات وحروق، وبسؤال الأم في التحقيقات، اتهمت والدها بالاعتداء عليها بالضرب وعذبها بقطعة حديد ساخنة حتى لفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة باصابتها.

تم ضبط المتهم وتحرر المحضر اللازم للعرض على النيابة العامة ومباشرة التحقيقات.

  • مقتل فتاة على يد والدها بالإسماعيلية بعد وصلة ضرب بالخرطوم:

توفيت فتاة شابة بعمر 27 عامًا، على يد والدها بالإسماعيلية، بعد وصلة ضرب طويلة بالخرطوم. وقد أوضحت تحريات النيابة الأولية بأن الأب قام بضرب ابنتة بالخرطوم لتأديبها بعد اكتشافه ضياع مبلغ مالي من مدخراته على فترات متقطعه، حيث ضربها بالخرطوم في محاولة لتأديبها وعقب ذلك نامت الابنة من شدة الضرب المبرح.

وفي منتصف الليل حاولت الأم ايقاظها للاطمئنان عليها إلا إنها فارقت الحياة وتم نقلها للمستشفي العام ظنًا منهم إنها في غيبوبة واكتشف الطبيب المعالج وجود إصابات بالجثمان فقرر إبلاغ نقطة الشرطة بالمستشفى.

تم القبض على الأب المتهم، وتولت النيابة التحقيقات.

حق التأديب في القانون المصري

من المؤسف أنه لا يوجد حتى الآن في القانون المصري مواد قانونية مختصة في الفصل في جرائم العنف الأسري، ولكن يتم التعامل مع مثل هذه الجرائم كواحدة من جرائم الاعتداءات التي يعاقب عليها قانون العقوبات الحالي.

ووفقًا لقانون العقوبات الحالي، تنص المادة رقم 240، على أنه: “كل من أحدث بغيره جرحًا أوضربًا نشأ عنه قطع أو انفصال عضو فقد منفعته، أو نشأ عنه كف البصر أو فقد إحدى العينين، أو نشأ عنه عاهة مستديمة يعاقب بالسجن من 3 سنين إلى 5 سنين، أما إذا كان الضرب أو الجرح صادرًا عن سبق إصرار أو ترصد أو تربص فيحكم بالأشغال الشاقة من 3 سنين إلى 10 سنين”. فالأصل هو أن الإيذاء البدني بمختلف أنواعه بشكل عام يعد جريمة في قانون العقوبات، فقضايا تعذيب وضرب الأبناء تتحول إلى جنحة ضرب ولا يتجاوز الحكم فيها 3 سنوات، وإذا تسبب الضرب إلى الوفاة أو حدوث عاهة مستديمة فقد تصل العقوبة من 3 إلى 7 سنوات.

ولهذا نناشد بسرعة المواقفة على تطبيق قانون العنف الموحد، المقدم للبرلمان المصري، لوضع عقوبات رادعة والحد من العنف الأسري، حيث يضم مشروع القانون فصلًا كاملًا عن قضايا العنف الأسري الذي يمارس على النساء والأطفال بشكل عام، وحينها سيكون التعسف في تأديب الابناء جريمة رسمية يعاقب عليها القانون.

مقالات ذات صلة

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

الأكثر شهرة

احدث التعليقات