على الرغم من أن قانون الأحوال الشخصية يضع حدود للأمهات الحاضنة للأطفال، لاستعمال حقهن في السفر مع ابنائهم خارج مصر، ليحد من بعض الجرائم التي قد تحدث في هذا الشأن، مثل هروب بعض الأمهات بأطفالها خارج البلاد لمنع تنفيذ حق الرؤية للأب، ولكن هناك تعسف في تطبيق هذا القانون على أرض الواقع. حيث يقوم بعض الآباء باستخدام سلطتهم في ضرورة الموافقة على سفر الأم مع أطفالها خارج البلاد، لمنعهم من السفر بسهولة، وتكدير حريتهن بالتمتع بحق التنقل والسفر مع أبنائها في أي مكان، رغم أنها حاضنة لهم.
وعلى الرغم من أنه يحق للمرأة السفر بمفردها خارج البلاد، وفقًا للقانون، بدون موافقة الزوج على منح الزوجة جواز السفر أو تجديده أو سحبه إلا في حالة إصدار أمر على عريضة في المنازعات حول السفر إلى الخارج بعد سماع أقوال ذوي الشأن، ولكن في حال رغبة الأم الحاضنة للأطفال السفر إلى الخارج مع أبنائها، تحدث المشاكل ويكون هناك تعسف إداري واضح لاصطحاب أطفالها بحرية للتنقل والسفر خارج البلاد.
وبحسب قانون الأحوال الشخصية المصري، فإن الأم هي الحاضنة لأطفالها في حالة الزواج أو الطلاق، لكن ذلك لا يعطيها الحق في السفر بهم خارج البلاد دون إذن من الأب، وهو أمر به نوع من التعسف الشديد عند تطبيقه على أرض الواقع، وخاصةً في حالة إذا رغبت الأم في السفر مع أطفالها، أثناء زواجها أو بعد انفصالها عن والد الأطفال، وهي على غير علم بمكان الأب، مثل الحالات التي يترك فيها والد الأطفال المنزل ويهجر الزوجة لأسباب مختلفة، كالتهرب من النفقة ومصاريف الأطفال وغيرها من المشاكل التي نحن في غنى عن ذكرها الآن.
وفي كل الأحوال، يجوز للزوج وفقًا للقانون العنصري، أن يلجأ إلى القاضي المختص للحصول على أمر على عريضة، لمنع الطرف الآخر من السفر في حالة وجود سبب قوي لذلك، حتى وأن كانت السيدة تتنقل بمفردها دون أطفالها.
وبموجب المادة الأولى من مواد إصدار القانون رقم 1 لسنه 2000، يكون الحق لقاضي الأمور الوقتية، أن يختص دون غيره بإصدار أمر على عريضة في مسائل الأحوال الشخصية الآتية وهى المنازعات حول السفر إلى الخارج بعد سماع أقوال ذوى الشأن والرفض أو القبول بعد الفصل في المنازعة.
التعسف في سفر الأم الحاضنة بالأطفال
كما ذكرنا، أنه بموجب قانون الأحوال الشخصية الحالي، هناك تعسف واضح لاستعمال حق السفر للأم الحاضنة للأطفال، ويأتي هذا التعسف في عدة أشكال واضحة وتعيق الأم الحاضنة للتحرك مع أطفالها بحرية تامة، وهو الأمر الذي يسلبها حريتها الكاملة معهم:
- يجب على الأم الحاضنة للأطفال، إبلاغ الأب بموعد السفر.
- يجب على الأم أن تحصل على موافقة سفرها مع أطفالها، من الأب، وتكون الموافقة مكتوبة وموقعة من الأب، وإلا لم تقدر على السفر مع أبنائها.
- لا بد من أن تحمل الأم، إذا كانت وصية، شهادة الوصاية موثقة ومعتمدة مع موافقة الأب على سفر الأطفال معها، وذلك في حالة الانفصال.
- في حالة زواج الأم، يجب إحضار الشهادة التي تثبت موافقة الأب على سفر الأطفال دون مشاكل.
- يحق للأب، وفقًا للقانون، استصدار أمر منع السفر للأطفال، في حالة سفرهم مع الأم خارج مصر، وذلك من خلال تقديم طلب إلى المحكمة التابع لها إقامة الأم الحاضنة، وفقًا لما قالته غادة مصطفى المحامية بالنقض والاستئناف، والتي أوضحت في تصريحات صحفية لموقع “وصال”، أن قرار المنع بالسفر له مدة زمنية محددة ويتم تجديده كل عام ونصف، ويتم تبليغ هيئة الجوازات بالقرار بعد استخراج صيغة تنفيذية منه لإدراج الأبناء على قائمة المنع من السفر.
- يجب على الأم إحضار صور للأطفال، لتسهيل إجراءات السفر، بالإضافة لسهولة التعرف عليهم في حالة فقدانهم.
- يجب على الأم التأكد من أن سفرها مع الأطفال خارج البلاد يصب في مصلحتهم.
- يجوز للأم الحاضنة للأطفال، وفقًا للقانون، الانتقال والسفر بالأطفال فقط لضرورات شرعية مثل العلاج أو التعليم خارج البلاد.
- يجب أن يكون جواز السفر الخاص بالأطفال ساريًا، وفي حالة عدم تجاوز السن القانوني لاستخراج جواز سفر، لا بد من توافر شهادة ميلاد أصلية حديثة.
شروط سفر الأطفال مع الأم خارج مصر
وفقًا لقانون الأحوال الشخصية، فهناك عدة شروط تسمح للأم الحاضنة السفر مع أطفالها إلى خارج البلاد، وهي كالآتي:
- يجب أن يكون الأب موافقًا على سفر الأطفال مع الأم، وذلك من خلال توقيعه على إقرار يسمح لها بالسفر بهم.
- وفقًا لقانون الأحوال الشخصية، يقر أنه تسقط الحضانة للأم في حالة محاولتها السفر خارج البلاد مع أحد أطفالها دون علم الأب أو عدم وجود موافقة كتابية بذلك.
- في حالة عدم موافقة الأب على سفر الأطفال مع الأم، يمكنها رفع الأمر إلى محكمة الأسرة، والتي ستنظر في الأمر وتصدر قرارًا بشأنه.
- يجب أن تكون لدى الأم الأوراق اللازمة للسفر، مثل تأشيرة الدخول أو التأمين الطبي.
- يجب أن يكون لدى الأطفال جميع الوثائق اللازمة للسفر، مثل جوازات السفر أو تصاريح السفر الصادرة من وزارة الداخلية.
بعد ما ذكرناه، يبدو أن الأم حتى ولو كانت حاضنة لأطفالها، لا يحق لها السفر معهم بحرية مطلقة، وفقًا لقانون الأحوال الشخصية، سواء كانت متزوجة أو منفصلة عن والد الأبناء، وهو أمر مرفوض. ومن موقعنا هذا نطالب بسرعة الموافقة على تعديل قانون الأحوال الشخصية، لمنح المرأة حقوق واجبة أكثر من المتاح، والذي يقيدها عن ممارسة حياتها بشكل طبيعي مع أبنائها.
